أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، حشد، بيانا صحفيا، قالت خلاله إن إسرائيل تواصل تصعيد جرائم الإبادة بحق المدنيين واستخدام التجويع والمساعدات كسلاح للقتل، وإصدار المزيد من اومر التهجير القسري وتركيز سكان غزة في 15 % من مساحة القطاع وتدمير المدن والمناطق السكنية .
وفيما يلي نص البيان:
تتابع الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” بقلق بالغ ازدياد وتيرة المجازر الوحشية الاستهدافات للمدنيين وجرائم التدمير للاحياء السكنية ومراكز الايواء التي طالت كل انحاء قطاع غزة خلال (ل48) ساعة الأخيرة ،وبحسب المعلومات المتوافرة لدى الهيئة ، ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة (280) شهيداً منهم (91) من منتظري المساعدات وسط وجنوب القطاع ، حيث أصبح إطلاق النار من قبل جنود الاحتلال والمتعاقدين الأمريكيين على الجوعى أثناء محاولتهم الحصول على الطعام أمراً روتينياً ، حيث وصلت حصيلة المجازر امام مراكز المساعدات الامريكية لقرابة 700 شهيد ، و5000 جريح عدا عن عشرات المفقودين .
ومن جهة اخري كثفت قوات الاحتلال خلال 48 ساعة الأخيرة من غاراتها نحو مراكز الايواء حيث قام طائرات الاحتلال صباحاً باستهداف مدرسة الزيتون التي تؤي نازحين في شارع البساتين شرق مدينة غزة فيما قصفت مدرسة فهد الصباح في شارع يافا بحي التفاح شرق مدينة غزة ، ومدرسة مصطفى حافظ التي تؤوي نازحين في حي الرمال غرب مدينة غزة. ما ادى الى سقوط (16 ) شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء فيما لا زالت عمليات البحث عن المفقودين مستمرة وسط نقص ادوات البحث، فيما استهدفت طائرات الاحتلال خيام النازحين في مواصي خانيونس حيث استشهد صباح اليوم 15 مواطنا أغلبهم من عائلة أبو خديجة، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين للعائلة قرب أبراج طيبة غرب مدينة خان يونس، فيما قصفت طائرات الاحتلال يوم امس خيمة تعود لعائلة أبو عاصي في شارع الإسطبل في منطقة المواصي غربي خانيونس ما ادى الى سقوط (14) شهيد وكما وتسبب القصف لخيمة في مخيم البركة في مواصي دير البلح في استشهاد (5) مواطنين ، وادي استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية لخيمة تؤوي نازحين في محيط مستشفى شهداء الأقصى الى استشهاد 10 مواطنين ، واستشهد(3) مواطنين وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، فيما تسبب القصف المدفعي للدوار الغربي في بيت لاهيا شمالي القطاع في استشهاد 3 مواطنين عصر يوم الخميس، فيما استشهد 14 مواطنا، وأصيب العشرات بجروح وحروق، يوم الجمعة، إثر قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، منزلين في جباليا وحي التفاح بقطاع غزة. وقد ادي قصف طائرات الاحتلال الي منزل عائلة الددا في جباليا البلد الي استشهاد 10 مواطنين وجرح آخرون، غالبيتهم خطيرة، كما ورصدت الهيئة تعمد قوات الاحتلال الاستهداف المباشر لثلاثة من الأسرى المحررين ضمن صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011 والذين تم ابعادهم قسراً إلى قطاع غزة وهم الشهيد مهدي شاور، وأيمن أبو داوود، وبسام أبو سنينة في جريمة تؤكد هدف الاحتلال تصفيتهم واغتيالهم مع اسرهم ، فيما باقي الشهداء استشهدوا في غارات الاحتلال على مناطق عدة بالقطاع في سلسلة مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال بحق العائلات، بما يرفع حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 57,268 شهيدا، و135,625 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ، ومن بين الحصيلة 6,710 شهداء، و23,584 إصابة، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
الهيئة الدولية “حشد “ : تدين استمرار استهداف الاحتلال للطواقم الطبية حيث وفي جريمة بشعة قام الاحتلال بقصف منزل مدير مستشفى الإندونيسي الدكتور مروان السلطان الواقع في دوار ال١٧ غرب غزة ما ادى الى ارتقاءه هو وكافة أفراد أسرته في صورة واضحة تؤكد تعمد استهداف الكوادر الطبية والانتقام منهم ومن اسرهم في استكمال للإبادة للقطاع الصحي ، الامر الذي يرفع عدد شهداء القطاع الصحي الى 1,582 من الطواقم الطبية، عدا عن إصابة المئات واعتقال 362 آخرين، بينهم أطباء ومسعفون، ويأتي ذلك في الوقت الذي يشهد فيه القطاع انهياراً حاداً في تقديم الخدمات اثر الإغلاق المستمر للمعابر ومنع ادخال الامدادات الانسانية والمستلزمات الطبية والأدوية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات لليوم ال100 على التوالي ، الامر الذي تسبب في استشهاد عشرات الجرحى والمرضي ولازال يعرض حياة المرضي وخاصة الأطفال في الحضانات لخطر الموت ، كما تواصل قوات الاحتلال منع عمليات الاجلاء الطبي لاكثر من 14 الف من المرضي والجرحى للمستشفيات خارج قطاع غزة ، وفي سياق هذا الانهيار، أعلنت إدارة مجمع الشفاء الطبي بغزة عن التوقف الكامل لخدمات غسيل الكلى، ما يهدد حياة 350 مريضًا، ويشار إلى أن 41% من مرض الكلي، وعددهم قرابة 1200 مريض – قد توفوا خلال الـ 20 شهرًا الماضية، بسبب حرمانهم من الوصول المنتظم للعلاج، وفي موازاة ذلك، يشهد قطاع غزة تفشيًا مقلقًا وخطيرًا لمرض التهاب السحايا المعدي، حيث سجلت وزارة الصحة مئات الإصابات من الأطفال، وسط نقص حاد في أصناف المضادات الحيوية اللازمة لمعالجة هذه النوعية من الأمراض، وتزداد الكارثة تعقيدًا في خروج معظم المستشفيات عن العمل وصعوبة وصول الجرحيوالمرضي للخدمات الصحية والمستشفيات التي تواصل عملها في ظل نقص الخدمات والأدوية .
الهيئة الدولية “حشد“: تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اصدار اومر الاخلاء القسري بحق سكان قطاع غزة وسط عجز دولي فاضح حيث أصبحت 85% من مساحة قطاع غزة محتلة او ضمن مناطق الإخلاء ، فيما يحشر مليون نازح في مساحة لا تتجاوز 12% من مساخة القطاع فيما لا زالت اسرائيل تستكمل اصدار اوامر الاخلاء والتي وصلت الى اكثر من 54 امر منذ استئناف حرب الإبادة، حيث تقوم قوات الاحتلال باستهداف المدنيين واجبارهم على النزوح القسري ومع ومواصلة عملية التدمير الممنهج للمدن والمخيمات والاحياء السكنية ، مع ومواصلة استهداف المدنيين في أماكن نزوحهم، بالقصف المباشر للخيام والتجمعات، وتكثيف القتل الجماعي فيها يعكس تعمّد قوات الاحتلال توسيع نطاق الإبادة الجماعية التي تمارسها منذ نحو 21 شهرًا، عدا عن خلق ظروف غير إنسانية تهدف لإهلاك السكان من خلال اجبارهم على العيش في تجمعات ومراكز إيواء وخيام بالية تفتقر للخدمات حيث يعاني النازحين قسرا من المجاعة الحادة وشح المياه وانتشار الامراض والاوبئة.
الهيئة الدولية”حشد“: تحذر من تعمق الكارثة الإنسانية التي باتت تهدد حياة 2,3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، الذين يعيشون واقعًا مروعًا يحكم عليهم فيه بالموت البطيء، عبر المجاعة الحادة ومنع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية وتعطيشهم وحرمانهم بشكل ممنهج من مصادر المياه النظيفة والآمنة كجزء من جريمة الإبادة الجماعية، حيث تواصل قوات الاحتلال استعمال سياسة العقاب الجماعي بحق المدنيين في قطاع غزة بإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها، وقطع إمدادات الطاقة والوقود بما يجعل قطاع غزة مكان غير قابلٍ للحياة، على مدار حرب الإبادة الجماعية استخدمت قوات الاحتلالالتجويع والتعطيش كأسلحة حربية وأساليب للعقاب الجماعي، ما تسبب في وفاة 66 طفل بسبب المجاعة و247 من المرضي ، وفيما توفي يوم امس الشاب أيوب أبو الحصين من ذوي الإعاقة والبالغ من العمر 29 عام وذلك نتيجة سوء التغذية الحاد حيث تم نقله الى المستشفى جثة هامدة في تطور مأساوي صادم يعكس حجم الكارثة الانسانية المتفاقمة وفظاعة التجويع حيث لا مصدر للغذاء في غزة سوى مراكز توزيع المساعدات الامريكية والاسرئيلية التي تحولت لاماكن للقتل والموت والاذال ، ومن الجدير ذكره بانه يوميا يتم تسجيل 110 حالات من سوء التغذية بين الأطفال والنساء وكبار السن .
الهيئة الدولية “حشد “ : تدين مواصلة ارتكاب المجازر بحق المدنيين المجوعين امام نقاط توزيع المساعدات الامريكية والإسرائيلية والتي اثبتت كافة التحقيقات الدولية والحقوقية والصحفية والتي اخرها الافادات الصادرة عن “لأسوشيتد برس ” من ان المتعاقدين الأمريكيون الذين يحرسون مواقع التوزيع بغزة يستخدمون الذخيرة الحية في استهداف منتظري المساعدات المجوعين ما يؤكد المشاركة في جرائم القتل العمد للمدنيين الذين لم يشكل أي منهم خطر على جنود الاحتلال والعاملين في مراكز التوزيع للمساعدات ، وإذ تدين جرائم الاحتلال في انشاء تشكيلات عصابية متعاونة مع الاحتلال في مدنية غزة على غرار ميليشيا “أبو شباب” التي تنشط جنوب القطاع بدعم إسرائيلي واضح ، والتي يتم استخدامها كأداة استخباراتية واقتحام المنازل وتفتيشها والى جوار أعمال الشغب والبلطجة القائمين على سرقة المساعدات وقتل الأبرياء من المواطنين والتي كان آخرها جريمة الاعتداء على مستشفي ناصر وقوافل المساعدات الإنسانية.
الهيئة الدولية “حشد “ : تشهد الضفة الغربية سلسة من الانتهاكات الهادفة الي ضم الضفة المحتلة في مخالفة للقانون الدولي والهادفة الى ترسيخ الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية حيث شهدت الضفة نزوح اكثر من 40 ألف شخص قسرا وسط معاناة من صعوبة الوصول للخدمات الأساسية والصحية فيما تشهد الضفة عمليات اعتقال مستمرة ويومية ، فيما تتواصل جرائم الاعتداءات من المستوطنين وتكثيف جرائم الاستيطان الاستعماري من خلال زراعة البؤر الاستيطانية التي في مناطق متفرقة والتي يتراوح عددها حتى آيار 2025 إلى 270 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية بما فيها البؤر الاستيطانيةالزراعية فيما تشهد مدينة القدس وضواحيها سلسلة من الإقتحامات للمسجد الاقصي من قبل المستوطنين ، وفي المقابل يتواصل عملية منع المصلين الفلسطينيين من الوصول لاماكن العبادة عدا عن عمليات الاعتقال والتنكيل والاستفزاز لسكان مدنية القدس في محاولة لتهجيرهم قسرا ضمن الدعوات الإسرائيلية والإجراءات المتواصلة لإستكمال الخطط الاستعمارية بضم الضفة وتهويد القدس على خلاف قرارات الأمم المتحدة وقرار محكمة العدل الدولية وقواعد القانون الدولي الإنساني .
الهيئة الدولية “حشد” تثمن وتدعم التقرير المعد من قبل المقررة الخاصة لحقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، والذي جاء استنادا إلى أكثر من 200 بلاغ من دول ومدافعين عن حقوق الإنسان وشركات وأكاديميي من بينهم الهيئة الدولية حشد ، و الذي قدم تحليلا شاملا بنية الاحتلال من منظور اقتصادي وقانوني ، والذي شمل على توثيق للانتهاكات الجسمية التي ساهمت بها 60 شركة ومؤسسة اقتصادية والتي باتت مرتبطة ماليا بنهج الفصل العنصري والعسكرة الإسرائيلي، بما حول الإبادة الجماعية لمشروع مدر للربح لتصبح بعض الشركات مساهمة في جرائم الإبادة الجماعية الامر الذي يفرض من هذه الشركات وقف التعامل مع إسرائيل وإلى إخضاع المديرين التنفيذيين للمساءلة القانونية بتهم انتهاك القانون الدولي، وتفعيل المحاسبة والمقاطعة الاقتصادية، وإعادة هيكلة العلاقة بين رأس المال وحقوق الإنسان باعتبار ذلك ضرورة إنسانية واخلاقية وقانونية .
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، وإذ تدين بأشد العبارات تصعيد جرائم الإبادة الجماعية باقي الانتهاكات الجسمية التي تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكابها في قطاع غزة والضفة الغربية ، وإذ تدين الصمت والعجز الدولي عن توفير الحماية الدولية للمدنيين وإذ تري التخاذل الدولي، لا سيما من قبل الدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف يمثل تواطؤًا صريحًا يُغذي منظومة الإفلات من العقاب، ويوفر غطاءً سياسيًا للاحتلال الإسرائيلي للاستمرار في ارتكاب جرائمه، وإذ تدين استمرار التباطؤ في مسار العدالة الدولية وغياب المحاسبة الجادة لقادة الاحتلال وشركائهم ، وإذ تعرب عن بالغ القلق من استمرار حالة المراوحة في مسار المفاوضات وسط استمرار وتصاعدالكارثة الإنسانية والمجاعة في قطاع غزة جراء الحصار وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية ، اذ تشيد وتثمن قرار الهيئة الفيدرالية السويسرية للرقابة على المؤسسات الخيرية القاضي بحل مؤسسة غزة الإنسانية“GHF”، اذ تدعو الي مواصلة الجهود الحقوقية والدبلومسية لوقف عمل الالية الامريكية والاسرئيلية الاجرامية لتوزيع المساعدات والتحرك لضمان توزيع المساعدات من خلال اليات الأمم المتحدة وخاصة وكالة الغوث الدولية ،وبناء على ما سبق تسجل وتطالب بما يلي:
الهيئة الدولية “حشد“: تدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الأطراف في اتفاقيات جنيف، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، بالتحرك الفوري وعبر التدخل الإنساني الحاسم لوقف جرائم الإبادة الجماعية وتوفير الحماية للمدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومساءلة سلطات الاحتلال عن الجرائم المرتكبة، والتحرك العاجل والفوري لوقف المجاعة والكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيين عبر ضمان تدفق المساعدات الإنسانية والوقود، والأدوية، والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة فورًا، لحماية وإنقاذ حياة سكان القطاع .
الهيئة الدولية “حشد“: تطالب المجتمع الدولي لاتخاذ اجراءات عاجلة لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين والاعيان المدنية في قطاع غزة والضفة الغربية والتحرك الجاد لمقاطعة وفرض العقوبات على دولة الاحتلال ومحاسبة قادتها وجنودها امام القضاء الدولي ، وصولا لتصفية منظومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني العنصري الإسرائيلي .
الهيئة الدولية “حشد“: تطالب محكمة الجنائيات الدولية بالتحقيق في الجرائم التي نفذتها شركة مؤسسة غزة الإنسانية بحق المجوعين وباقي الشركات الاقتصادية المساهمة في جرائم الإبادة الجماعية واصدار مذكرات توقيف بحق كل الضالعين في جرائم الإبادة الجماعية وباقي الانتهاكات الجسمية في الأراضي الفلسطينية .
الهيئة الدولية “حشد“: تطالب بدعم عمل المقررة الخاصة للأراضي الفلسطينية ولجنة تقصي الحقائق الدولية وعمل المحكمة الجنائية والتصدي لحملات التهديد والضغوط التي تمارس ضدهم ولضمان قيامهم بدورهم في فضح جرائم الإبادة الجماعية واتمام التحقيقات بشأنها وبما يفضي الي وقف الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين ومحاسبة القائمين عليها ، وضمان احترام قواعد القانون الدولي.