في ظل الواقع السياسي الفلسطيني المتشرذم والمنقسم على نفسه منذ سنوات طويلة، وبرغم الفشل الذريع لصناع القرار والساسة الفلسطينين، وبرغم فشل تجربة الأحزاب والفصائل في الواقع الفلسطيني على مدار عمر الانقسام السياسي الذي مازال مستمرا منذ أكثر من 17 عام ، إلا أن العديد من الدول العربية الشقيقة مازلت متمسكة بالعمق العربي لعدالة القضية الفلسطينية والوقوف بجانب شعبنا سياسيا وإنسانيا.
إن تجربة الحرب المريرة والتي مازالت مستمرة على قطاع غزة من الاحتلال الإسرائيلي أثبتت على أرض الواقع عمليا وبالدليل والبرهان عمق المأساة الإنسانية والمعاناة الصعبة وعمق الفشل الذريع للواقع السياسي الفلسطيني غير المبرر ، والذي فشل حتى باستعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية وتوحيد كافة الجهود للوقوف مع بجانب الضعفاء والبسطاء والنازحين والأطفال والنساء والجوعى والمرضى والآلاف النازحين في الخيام ومراكز الإيواء.
ومن هنا ظهر انتماء العمق العربي للقضية والوقوف بجانب شعبنا في غزة من خلال العديد من الدول العربية التي كان لها دورا بارزا ومهما وعمليا على أرض الواقع ومد يد العون والمساعدة المتواصلة والمستمرة لشعبنا على مدار اللحظة انسانيا وسياسيا وهذا من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والصحية واللوجستية لغزة، وكذلك من خلال إيصال الصوت الفلسطيني عربيا إلى كافة المحافل والميادين وأروقة المجتمع الدولي ضمن الإطار الدبلوماسي العربي لهذه الدول.
إن العمق العربي للقضية الفلسطينية لم يغب عربيا وحتى وإن غاب فهذا يقع تحت أسباب يتحملها صناع القرار الفلسطيني وساسته بسبب انقسام سياسي عقيم ، ونتيجة عدم استقلالية القرار الوطني الفلسطيني، وعدم تحديد مساره الوطني ضمن التوجه العربي الموحد ذات العمق الاستراتيجي الثابت للعديد من الدول العربية الشقيقة لشعبنا الفلسطيني.
إن العمق العربي للقضية الفلسطينية والتفاعل الدائم والمستمر معها ضمن رؤية فلسطينية موحدة وبرنامج عربي فلسطيني ثابت محدد الاتجاه والهوية العربية المعبرة عن تطلعات شعبنا هو شأن مهم ورافعة وطنية وحاضنة إنسانية وسياسية للقضية الفلسطينية من الدول العربية الشقيقة الداعمة والمساندة لشعبنا الفلسطيني، فلهذا بات التركيز اليوم على العمق والبعد العربي هام للغاية لشعبنا وساسته وصناع قراراه ، نظرا للواقع الفلسطيني المتردي على كافة الصعد والمستويات، وخصوصًا استمرر الحرب على غزة وحالة التصعيد المسعورة على الضفة الغربية ومحاولة ضمها لدولة الاحتلال الإسرائيلي وما يحدث بالقدس من حالة تهويد وطمس الهوية الفلسطينية العربية المقدسية.
العمق العربي هو ذات أهمية كبيرة لشعبنا الفلسطيني وخصوصًا في هذه الظروف العصبية والمعقدة جدا ، ويجب على أصحاب الشأن الفلسطيني أن يقفوا عند مسؤولياتهم وأن يكونوا عونا وسندا للعمق العربي وان يعملوا على توطيد أواصر العلاقات العربية الفلسطينية ضمن رؤية فلسطينية موحدة ، تضمن الاستمرار بالوفاء والاحترام والتقدير لكافة الدول العربية من المحيط للخليج، وخصوصًا للدول العربية الشقيقة المساندة لشعبنا الفلسطيني.
رسالتنا...
رسالتنا الوطنية الفلسطينية ، شكرا لكافة الأشقاء العرب، شكرا واحتراما وتقديرا لجمهورية مصر العربية وشكرا وتقديرا لدولة الإمارات العربية المتحدة وشكرا وعرفانا للملكة الأردنية الهاشمية، وشكرا جزيلا للملكة العربية السعودية على ما يقدموه من دعم متواصل على كافة الصعد والمستويات لشعبنا الفلسطيني ، ودام العطاء وبوركت الجهود.