السياحة السياسية في الدوحة..سلاح الردع "الثوري"
نشر بتاريخ: 2025/09/15 (آخر تحديث: 2025/09/15 الساعة: 15:05)

ربما يراها البعض "مصادفة غريبة"، أن يقوم وزير خارجية الإدارة الأمريكية ماركو روبيو بزيارة دولة الكيان الاغتصابي توافقا مع عقد "القمة" العربية الإسلامية في الدوحة، ردا على الهجوم الإسرائيلي ضد قطر وقصف مقر قيادة حماس، أي كانت نتيجة الضربة، لكن الأساس أنها أغلقت ملف الامتياز الخاص للبلد الخليجي، حيث تمتعت بمكانة مميزة جدا، ولعبت أدوارا إقليمية فاقت كثيرا قدرتها الحقيقية، لغايات وأهداف تساوقت مع المشروع الأمريكي العام في المنطقة، خاصة في فلسطين.

روبيو، وفي الساعة الأولى لوصوله إلى تل أبيب، ذهب برفقة رئيس حكومة الفاشية اليهودية نتنياهو إلى حائط البراق، ليعلن بلا أي التباس، بأنها منطقة خاصة لليهود، وخارج نطاق البحث التفاوضي، موقف تأكيدي للفكر التلمودي لفريق إدارة ترامب، الذي يقوم بترويجه سفير واشطن في دولة الكيان الكاهاني هاكابي، مع إعلان كامل الوضوح باستكمال مخطط ضم الضفة والقدس، بعدما أعلن نتنياهو خطواته الجديدة ضمن مخطط (إي 1)، ردا على زخم الاعتراف العالمي بدولة فلسطين.

مواقف ماركو، لا يوجد بها ما هو مفاجئ بالمعني السياسي، فتلك هي جوهر رؤية ترامب للحل، لا دولة فلسطينية ولا هوية فلسطينية، ولكن المفاجئ إعلانها قبل ساعات من انطلاق قمة الدوحة، وكأنه مسبقا يحدد لهم مسار "التفكير" قبل مسار "القرار"، ويبدو أن رسالته وصلت بسرعة برقية، بدأت من كلمة رئيس وزراء قطر، بلد الاستهداف بالتأكيد على "الشراكة الاستراتيجية" مع أمريكا، ونحو تعزيزها أكثر، مع استعداد بلده بالمضي في مساعي "صفقة التهدئة" في غزة، أي استعداد الدوحة لاستقبال وفود من حكومة نتنياهو، وكأن الذي كان بات في خبر كان.

خطاب رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن، أعلن العفو المسبق عن عدوانية دولة الكيان، ما انعكس سريعا فيما نشر عن البيان الختامي للقمة المستعجلة في الانعقاد، الخالي من أي خطوة يمكن القول أنها خطوة ذات قيمة سياسية، تترك أثرا رادعا على الدولة الاحلالية، مكتفية كما حدث في مجلس الأمن، بمسلسل من الصور واللقاءات، وخطب تبدأ بالتهديد بإزالة الكيان الغاشم وتنتهي بأنه خطأ لا يجب أن يتكرر..

عناصر بيان "قمة الدوحة المستعجلة"، أكد دون التباس سياسي بأن "التغيير الكبير" في الشرق الأوسط يسير بثبات وثقة، وفق الرؤية الأمريكية – الإسرائيلية، وأن القوة العسكرية المركزية المستقبلية ستكون مظلتها، ولذا لن يكون هناك خطوات عملية عقابية لدولة الاحتلال، تأكيدا أن نتائج مسار التغيير الكبير بدأت تدخل محطتها الأخيرة.

أن يعتبر بيان "قمة الدوحة المستعجلة" الضربة العسكرية على قطر، يهدد عملية "السلام والاستقرار في المنطقة"، انعكاس لموقف الرسمية العربي ومن معها لطريقة مواجهة العدوانية من جهة، وأن حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة طوال الـ 710 يوم، مع بناء نظام فصل عنصري استيطاني كامل مضافا لضم وتهويد في الضفة والقدس، لم تكن مهددة للسلام والاستقرار في المنطقة والإقليم.

بيان "قمة الدوحة المستعجلة" التهديدي لغويا، انعكاس حقيقي لانتهاء زمن "الكرامة السياسية" لدول وكيانات أمام دولة العدو.. وأكدت أن "السياسة السياحية" خيارها الردعي البديل..