إسرائيل تبدأ احتلال مدينة غزة بضوء أخضر أميركي فاقع
نشر بتاريخ: 2025/09/16 (آخر تحديث: 2025/09/16 الساعة: 21:14)

أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في طريقه إلى الدوحة بعد ختام القمة العربية الإسلامية، أن واشنطن تدعم استكمال العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، معرباً عن أمله أن تنتهي بـ “هزيمة حماس وعودة الرهائن”، مضيفًا: “بعد هزيمة حماس سنتحدث عن إعادة إعمار غزة”.

كما أعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في بداية شهادته أمام المحكمة، صباح اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل بدأت عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة ضمن المرحلة البرية من عملية " عربات جدعون 2".

بالتزامن، كشف الجيش الإسرائيلي عن بدء عملية برية واسعة لاحتلال مدينة غزة قبل نهاية العام، بعدما سيطر خلال الأشهر الماضية على نحو 40% من مساحتها. ووفق قناتي 12 و13، فإن الخطة تقوم على شقّين: عسكري يهدف للسيطرة الميدانية وتدمير البنية التحتية وشبكة الأنفاق، وسياسي يرمي إلى فرض واقع جديد يُسهّل التوصل إلى وقف إطلاق النار.

تدعي وسائل الاعلام الاسرائيلية انه خلال المداولات داخل الكابينيت أظهرت خلافاً حاداً بين المستوى السياسي والعسكري؛ إذ ضغط نتنياهو لتسريع الاجتياح، فيما حذّر رئيس الأركان إيال زامير من “أثمان باهظة” على الصعيدين الدولي والإنساني، متوقعًا سقوط عشرات القتلى في صفوف الجيش. نتنياهو بدوره اتهم الجيش بتسريبات وإحاطات إعلامية “تضر بالجهد العسكري”. هذه ادعاءات كاذبة ورئيس هيئة الاركان زامير ينفذ ما يطلب منه بحذافيره وان ما يجري هو نقاش ولبس خلافات جوهرية.

ومع ذلك فالتقديرات الإسرائيلية تشير إلى العملية لن تقتصر على مدينة غزة، بل قد تمتد إلى المخيمات وسط القطاع، مع نية لاحتلال أو تطويق معظم مناطقه بما يصل إلى 95% من مساحته. وقدّر الجيش أن 320 ألفًا نزحوا جنوبًا إلى مناطق يسمّيها “إنسانية”، بينما بقي مئات الآلاف داخل المدينة، وهو ما يعتبره “مستوى يسمح ببدء الاجتياح البري”.

في المقابل، تؤكد مصادر أمنية إسرائيلية أن حماس قد تستغل الهجوم لتسريع المفاوضات حول صفقة تبادل، فيما شدد مسؤولون أميركيون على أن إنهاء القتال يمرّ عبر السيطرة الإسرائيلية على غزة. وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر أشار إلى أن جهود الوساطة لا تزال قائمة، وأن قطر معنية بمواصلة دورها.

لكن جوهر العملية يتجاوز كل ما يروَّج من مؤشرات “ميدانية ودبلوماسية”: إسرائيل بدأت فعليًا احتلال غزة، تحت غطاء أميركي ساطع، فيما القرار النهائي مرتبط بإرادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبحسابات نتنياهو الذي لا يأبه بالكارثة الإنسانية المتفاقمة.

تحذيرات أمنية إسرائيلية نفسها أشارت إلى أن الكثافة السكانية في المناطق المسمّاة “إنسانية” قد تؤدي إلى انتشار الأمراض واضطرابات واسعة، في وقت لا وجود فعلياً لمثل هذه المناطق في قطاع غزة.