"مركز الدراسات" يكشف التضليل الإعلامي الإسرائيلي وأدوات المواجهة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 2025/09/22 (آخر تحديث: 2025/09/22 الساعة: 12:15)

غزة - كشف مركز الدراسات السياسية والتنموية في ورقة تقدير موقف حديثة بعنوان "التضليل الإعلامي الإسرائيلي أثناء الحرب على غزة: استراتيجيات، أدوات، وآفاق المواجهة الفلسطينية" عن حجم الحملات الإعلامية الممنهجة التي استهدفت تشويه صورة الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023.

وأكد التقرير أن هذه الحرب الإعلامية لم تكن أقل خطورة من العمليات العسكرية نفسها، إذ استُخدمت لتبرير الهجمات، تشويه المقاومة، وتقليل الدعم الدولي لغزة.

وأوضح التقرير أن الاحتلال اعتمد على مجموعة من الاستراتيجيات الإعلامية المتكاملة، تضمنت تبييض الجرائم وتصويرها كدفاع مشروع، شيطنة المقاومة الفلسطينية واتهامها باستخدام المدنيين كدروع بشرية، الإغراق المعلوماتي بنشر بيانات متناقضة لإرباك الرأي العام، إعادة صياغة المصطلحات لتخفيف وقع الأخبار، وتوظيف العاطفة الغربية عبر إبراز معاناة المستوطنين مع تجاهل صور الأطفال والضحايا الفلسطينيين.

وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام التقليدية، المتحدثون العسكريون، الحسابات الوهمية، الأفلام القصيرة، وشركات العلاقات العامة الدولية لعبت دورًا محوريًا في ترويج هذه الرواية، مؤكدًا أن هذه الأدوات مكنت الاحتلال في بداية الأمر من توجيه الرأي العام الغربي وتقليل التضامن مع غزة.

في المقابل، أبرز التقرير فاعلية الإعلام المقاوم ، إذ لعبت القنوات مثل "الأقصى"، و"فلسطين اليوم"، و"الميادين" دورًا أساسيًا في تقديم رواية بديلة، ونقل الصور المباشرة للمجازر، وتوثيق شهادات الصحفيين الميدانيين، ما ساعد في فضح التضليل الإسرائيلي أمام العالم. كما أشار التقرير إلى الدور الحيوي لوسائل التواصل الاجتماعي وحملات التضامن العالمية مثل #GazaUnderAttack و#AllEyesOnRafah، التي نجحت في كسر الحصار الإعلامي المفروض على غزة، إضافة إلى الجاليات الفلسطينية والعربية في الخارج، التي نظمت احتجاجات واسعة في لندن ونيويورك وبرلين.

ولفت التقدير إلى أن التقارير الحقوقية الدولية، مثل تلك الصادرة عن منظمة العفو الدولية ومنظمة "هيومن رايتس ووتش" شكلت دعامة أساسية لتفنيد الرواية الإسرائيلية، إذ وفرت أدلة ميدانية وقانونية على استهداف المواطنين الفلسطينيين العزل والمنشآت الحيوية، رغم محاولات الاحتلال التشكيك فيها.

وتقدم الورقة توصيات عملية لتعزيز مواجهة التضليل الإعلامي، منها:

إنشاء مراكز رصد رقمية لمتابعة الأخبار الزائفة والكشف عنها باللغات المختلفة.

تدريب الصحفيين الفلسطينيين على التحقق من الأخبار وأساليب التوثيق الميداني الآمن.تعزيز إنتاج المحتوى الرقمي متعدد اللغات للوصول إلى الجمهور العالمي مباشرة.توحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني وربطه بالقانون الدولي لمواجهة الرواية الإسرائيلية.تطوير التحالفات الإعلامية العربية–الإسلامية لدعم القضية الفلسطينية على المستوى العالمي.

وأكد المركز في ختام ورقته أن مواجهة التضليل الإعلامي الإسرائيلي ليست مسألة إعلامية فحسب، بل جزء من المعركة الوطنية للدفاع عن الرواية الفلسطينية، وحماية المواطنين العزل، وتعزيز التضامن الدولي مع غزة.