الاختراق في مفاوضات شرم الشيخ.. وسباق ترامب نحو نوبل..
نشر بتاريخ: 2025/10/09 (آخر تحديث: 2025/10/09 الساعة: 18:51)

مؤشرات من شرم الشيخ تفيد أن المفاوضات دخلت مرحلة الاختراق لأول مرة منذ اندلاع الحرب.

مشهد الحضور وحده يعني أن هناك تحولاً كبيراً:

رئيس المخابرات التركي، ورئيس الوزراء القطري، ورئيس المخابرات المصري، ووصول المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وصهر ترامب جاريد كوشنر.

تجمع بهذا الحجم يعني أن هناك شيئاً ما يلوح في الأفق.

التحرك المصري في الساعات الأخيرة أضاف دفعة قوية، خصوصاً بعد دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لترامب لحضور جلسة التوقيع المرتقبة على اتفاق وقف الحرب على غزة حال نجاح المفاوضات رسمياً.

وهذا الإعلان العلني النادر من السيسي ليس تفصيلاً بسيطاً، بل تأكيد أن القاهرة شبه واثقة من قرب الحسم.

اللافت أيضاً هو لغة السيسي الجديدة حين قال إن المبعوثين الأمريكيين جاؤوا برغبة قوية وتفويض واضح من الرئيس ترامب لإنهاء الحرب.

العبارة وحدها تكشف أن ترامب دخل المعركة الدبلوماسية بكل ثقله،

لأنه ببساطة يرى في هذا الاتفاق تذكرة العبور لجائزة نوبل للسلام، وأن مهلة نوبل أوشكت على الإغلاق، وهي فرصته لإثبات الهيمنة على الجميع وإعادة تعديل مسار الرأي العالمي في نفس الوقت.

وجود كوشنر وويتكوف يعني أن البيت الأبيض أعاد تشغيل ماكينة صفقة القرن القديمة وضمان أمن إسرائيل.

ومصر وقطر وتركيا أصبحوا أكثر من مجرد وسطاء.

أما مشاركة وفود الجهاد والشعبية، فهي الإشارة الأقوى إلى أن الميدان التحم مع السياسة،

وأن المقاومة بمختلف أجنحتها قررت خوض مفاوضة النهاية، لا مجرد هدنة مؤقتة.

بكل المقاييس، ما يجري الآن هو نقطة التحول الأخطر في ملف غزة منذ سنوات.

الفرج قد يصبح قريباً،

لكن الطريق إلى الإعلان الرسمي ما زال يمر عبر حقل ألغام التفاصيل:

من سيضمن الالتزام؟

ومن سيراقب المعابر؟

ومن سيعلن النصر أولاً؟

ومع ذلك،

يبقى المؤكد أن غزة تقترب من لحظة الصمت بعد العاصفة،

وأن شرم الشيخ قد تتحول قريباً إلى منصة إعلان اتفاق القرن الحقيقي،

اتفاق ينهي حرباً طحنت الجميع، واستكمال لخطوات صفقة القرن، ويمنح ترامب حلم نوبل الذي لاح طويلاً في الأفق...

ونعيدها مراراً وتكراراً:

الأولوية الآن لوقف المقتلة ووقف النزيف.

والله غالب...

جون مصلح