اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة
نشر بتاريخ: 2025/10/12 (آخر تحديث: 2025/10/12 الساعة: 21:57)

التوصل لاتفاق لوقف الحرب يشكل خطوة ضرورية نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإنهاء العدوان المستمر ووقف جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يتعرض لها أبناء شعبنا في قطاع غزة ويفتح نافذة أمل أمام تحقيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار، تمهيداً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني لجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وفتح الأفق أمام حل سياسي عادل .

ولا بد من أهمية تضافر الجهود الدولية لضمان وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية حقيقية تفضي إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، وما من شك بان الدور المحوري الذي اضطلعت به الدبلوماسية المصرية والوساطة القطرية والتركية ادى الى تيسير التفاهمات، وفي هذا المجال نثمن دور الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في دعم وقف إطلاق النار، وندعو إلى البناء على هذه الخطوة لإرساء سلام عادل ودائم قائم على الشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة .

وفي ضوء التطورات الأخيرة في أعقاب إعلان وقف الحرب، والجهود المبذولة لتثبيت التهدئة ووقف الابادة الجماعية والمقتلة القائمة يوميا، ولا بد من سرعة السماح الفوري بتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والدوائية في كافة مناطق قطاع غزة دون قيود وتثبيت وقف العدوان والبدء العاجل في إغاثة المواطنين ورفع الركام وتوفير احتياجاتهم الأساسية مع اقتراب فصل الشتاء، وضرورة تمكين دولة فلسطين من تولي إدارة شؤون القطاع بشكل كامل باعتبار ذلك خطوة أساسية نحو وحدة الأرض والشعب وترسيخ السيادة الفلسطينية على كامل التراب الوطني .

وتشير مصادر طبية في قطاع غزة، إلى وجود أكثر من 18 ألف مصاب ينتظرون السفر للعلاج في الخارج وأسفر العدوان الإسرائيلي الذي بدء في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن استشهاد 67,194 مواطنا وإصابة 169,890 غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين، وتدمير هائل في البنية التحتية بقطاع غزة.

بات يتطلب من حكومة الاحتلال العمل من اجل ضمان تنفيذ دقيق لاتفاقيات التهدئة وضمان الاستمرار في وقف أطلاق النار ووضع حد للتدهور الحاصل في المنطقة والذي يؤجج الصراع ويعكس الإرهاب المنظم والتطرف الذي بات يتحكم في سياسات الاحتلال والتي تواصل زعزعة الأمن والاستقرار وخاصة في ظل تصاعد الأوضاع الإنسانية والأمنية المتردية في الضفة الغربية بما فيها القدس، والقيود والاعتداءات الإسرائيلية غير المسبوقة التي تنذر بخروج الأوضاع عن السيطرة في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل ستجر المنطقة للمزيد من دوامة العنف .

يجب مضاعفة العمل العربي المشترك من اجل داعم القضية الفلسطينية ودولة فلسطين وضرورة العمل على وحدة الصف الفلسطيني وتعزيز الدولة الفلسطينية، بما يضمن تحقيق تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني والرافض لكل المخططات العدوانية الإسرائيلية وضرورة مواجهة محاولات الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة مع أهمية الحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية وأهمية الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في حصوله على الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وفق ما أقرته الشرعية الدولية .

السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، لن ولم يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال والمجتمع الدولي مطالب بالعمل الجاد لاتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتجسيد استقلال دولة فلسطين وتنفيذ الحل السياسي القائم على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ودعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية .