ماذا يلوح في قادم الأيام فلسطينيا وبإختصار؟!!!
نشر بتاريخ: 2025/10/28 (آخر تحديث: 2025/10/28 الساعة: 20:43)

أرى أن القادم مرتبط بقدرة الولايات المتحدة الأمريكية وبالأخص الرئيس ترامب على لجم المحاولات التي يقوم فيها نتنياهو نحو تخريب الاتفاق، وجعل الجميع يعلق في المرحلة الأولى تحت ذريعة الجثث التي لم تُسلم بعد، ولاحقًا إذا ما تم تسليم الجثث، قضية نزع السلاح للقطاع ككل، وعلى رأس ذلك هو تدمير الأنفاق.

ومن الملاحظ أن تصريحات نتنياهو دائمًا تتحدث عن أننا "الجيش الإسرائيلي" لا زلنا في عمق غزة ونسيطر على أكثر من نصفها وسنبقى هناك حتى تحقيق أهدافنا كاملة، في حين المؤسسة العسكرية والأمنية تريد الانسحاب والبقاء في المناطق العازلة واستخدام أسلوب مختلط بين نموذج الضفة والنموذج اللبناني.

من يوقف كل شيء حتى الآن الرئيس ترامب، ومع ذلك إسرائيل تماطل لكي تبقى الأمور عالقة في المرحلة الأولى، فتستغل قصة الجثث، والأمريكي يدعم بعض الخطوات العقابية كما يسمونها مثل إغلاق معبر رفح لكنه يرفض وقف المساعدات، وهذا يشير إلى أن كل شيء مرتبط بالإرادة الأمريكية ومدى الحماسة لديها للذهاب بعيدًا في مسألة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي جذريًا.

شخصيًا أرى أن معركة الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري قد انتهت، لكن الحرب سوف تستمر بأشكال معارك مترابطة في السياسة عبر الحصار والابتزاز وبالأخص في موضوع الإعمار والمساعدات ومعبر رفح، وعسكريًا عبر استخدام مختلط لنموذجي الضفة ولبنان، وهذا ما سيدعمه ويشارك فيه الأمريكي بسبب عدم قدرته على المواجهة مع إسرائيل بعد أن يتم تفعيل اللوبيات الصهيونية وتماهيها في نفس الأهداف لأنها تحقق مصالحه.

رأس الحية كانت وستبقى أمريكا، ومن يثق في الوعود الأمريكية فهو لم يرَ صورة الأفغانيين، عملاء أمريكا وهم يتهاوون من على ظهر الطائرة الأمريكية التي رفضت تحميلهم.

نهاية حرب الإبادة كانت وبحق أمريكية وبالأخص من الرئيس ترامب، لكنها نهاية مشروطة في جوهرها، وكما قلنا سابقًا، الخطة هدفها تحقيق الأهداف الإسرائيلية بالوسائل السياسية، عبر مفهوم الوصاية الدولية، العسكرية والأمنية والسياسية والقانونية والاقتصادية والإدارية، وبقيادة أمريكية مباشرة، فتح لأجلها مركز مراقبة يضم أكثر من 200 ضابط وجندي أمريكي عدا عن الآخرين من الدول الغربية والعربية والإسلامية.

أما فلسطينيًا، فيهرول رئيسها ويحاول أن يسابق ما تم حسمه ويصدر مرسومًا لصالح نائبه ليحل محله في حال غيابه القسري أو الطبيعي، خوفًا من البحث عن بديل جديد يسميه بعض السحيجة من النخب المتفلّكة "السنوار الثاني" في محاولة للتحريض لمنع القرار الأمريكي من الطلب من إسرائيل بالإفراج عن القائد مروان البرغوثي من سجون الاحتلال، وهذا القرار يبدو مرتبطًا بخطة السلام الترامبية القادمة للشرق الأوسط، لأنها بحاجة لشخصية فلسطينية قيادية ولديها مصداقية شعبية وفصائلية، في حين المرسوم الذي صدر لا صلة له بتلك الخطة ولا يمكن أن يكون في صالحها، وأعتقد أنه يحقق متطلبات دول عربية محددة، ولا يحقق متطلبات خطة ترامب المتوقعة. "المتطلبات الأساسية هي قيادة فلسطينية جديدة لها شعبية وحكومة إسرائيلية جديدة منتخبة"، ولا تؤسس لدعم شعبي وفصائلي، وبدل أن تساعد خطة السلام فستكون عبئًا وثقلًا غير مسبوق عليها، طبعا هذا إن وجدت وظهرت خطة السلام الأمريكية.