في ذكرى الخالد ياسر عرفات.. “الرجل الذي لم يرحل من الذاكرة”
نشر بتاريخ: 2025/11/08 (آخر تحديث: 2025/11/08 الساعة: 19:22)

واحدٌ وعشرون عاماً مرّت على غياب أبو عمار، وما زال حضوره بيننا كأنه لم يغب يوماً. رحل الجسد، لكن الروح التي فجّرت الثورة الفلسطينية وبنت حلم الدولة لا تزال تسكن قلوب الأحرار، وتضيء درب كل من يؤمن بأن فلسطين لا تُحرّر إلا بالعزيمة والوحدة والنضال.

 

ياسر عرفات لم يكن مجرد زعيم سياسي، بل كان رمزاً وطنياً خُلّد في الوجدان العربي والعالمي، قائدًا صاغ هوية شعبه من بين الركام، وحمل البندقية بيد وغصن الزيتون بالأخرى، مؤمناً أن الحرية لا تُستجدى بل تُنتزع.

هو الرجل الذي وحّد الفلسطينيين تحت راية واحدة، وجعل من اسم فلسطين عنواناً يُتلى في كل محفلٍ دولي. وقف في وجه العواصف، وتحدى المؤامرات، وواجه الخيانة بصبر الرجال الكبار. لم يساوم على الثوابت، ولم ينحنِ أمام الضغط، ولم يتراجع حين تخلّى الآخرون.

في مثل هذا اليوم من كل عام، نستعيد صورته بين الجماهير، صوته يهتف “على القدس رايحين”، كوفيّته التي أصبحت راية، وابتسامته التي كانت تُخفي وجع شعبٍ بأكمله. نستذكر وصيته التي قال فيها:

“لا تسقطوا الراية، فالثورة لا تموت، وإن متّ فواصلوا الطريق.”

واليوم، ونحن نعيش الذكرى الـ21 لرحيله، يبقى العهد هو العهد: أن نحفظ الأمانة، وأن نبقى أوفياء لنهجه، وأن نواصل المسيرة حتى تتحقق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

سلامٌ لروحك يا أبا عمار، سلامٌ لقائدٍ علّمنا أن الكرامة أثمن من الحياة، وأن فلسطين تستحق أن نعيش ونموت لأجلها.

ستبقى فينا ما بقي الزيت والزيتون، وما بقيت الأجيال ترفع علم فلسطين على أرضها الحرة.