"بتسيلم": الاحتلال أعدم الشقيقين عميرة بنابلس دون أن يشكّلا خطرًا
نشر بتاريخ: 2025/12/10 (آخر تحديث: 2025/12/10 الساعة: 12:56)

متابعات: كشفت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعدم ميدانيًا الشقيقين نضال وخالد عميرة، خلال اقتحامٍ للبلدة القديمة في نابلس، في 10 حزيران/يونيو 2025، دون ان يشكلا أي خطر.

واستندت المنظمة، في تقرير لها، إلى توثيق بالفيديو وشهادات مباشرة لمسعفين وصحفيين وأفراد من عائلاتٍ أخليت من منازلها خلال الاقتحام الذي استمر 30 ساعة وتخلله اقتحام مئات المنازل.

وأكدت تبعًا إلى تحقيق مشترك مع "اندكس" وشهادات ميدانية، أن الفيديوهات لا تُظهر أي محاولة من الشقيقين لمهاجمة الجنود، وإن الإطلاق تم عن قرب بينما كانا بلا سلاح ولا يشكلان خطرًا.

ووفق ما نشرته "بتسيلم"، فقد داهمت قواتٌ من الجيش والشرطة وحرس الحدود وجهاز الشاباك البلدة القديمة في نابلس حوالي الساعة الواحدة فجرًا، وبدأت عائلاتٌ بإخلاء منازلها خوفًا من جرائم قتل عشوائية، ثم حوالي الساعة الواحدة ظهرًا وصلت طواقم الإسعاف لمساعدة عائلة قطب على الخروج من الحي، بينما كان عددٌ من الصحفيين يوثقون الأحداث.

وأضافت أن جنود الاحتلال احتجزوا أربعة شبان من عائلة قطب في زقاق قريب، وفي هذه الأثناء وصل نضال وخالد عميرة لمساعدة عائلة أخرى على المغادرة، علمًا أن نضال عميرة هو ضابط في الأجهزة الأمنية الفلسطينية كان حينها خارج الخدمة ودون سلاح.

وأظهر مقطع فيديو نضال عميرة يقترب من الجنود رافعًا يديه قبل أن يطلب منه أحدهم رفع قميصه ثم خلع بنطاله، لكنه رفض ذلك.

ويظهر في التسجيل انقضاض ثلاثة جنود على نضال وضربه، بينما حاول شقيقه خالد التقدّم نحوه وسط إطلاق نار أصاب الأرض والجدران وأدى إلى جرح مسعف ومصور بشظايا.

وأوضحت "بتسيلم" أن الجنود سحبوا خالد إلى زقاق قريب حيث احتُجز أربعة آخرون من عائلة قُطب، قبل أن يُسمع دوي إطلاق نار داخل الزقاق ويُصاب نضال وجندي إسرائيلي على الأقل.

وتظهر اللقطات نضال وهو يحاول الابتعاد وهو يعرج، قبل أن يمنعه جنودٌ من التقدم، ثم يُطلق أحدهم النار عليه من الخلف عن قرب، فيسقط أرضًا.

وبعد ذلك يُظهر الفيديو اقتراب جندي من خالد المثبَّت على الأرض وإطلاق رصاصة مباشرة على رأسه.

وبحسب "بتسيلم"، فقد حاولت طواقم الهلال الأحمر الوصول إلى المصابين لتقديم العلاج، لكن الجنود هددوهم بالسلاح ومنعوهم، رغم أن التحليل الجنائي أظهر أنّ نضال كان ما يزال على قيد الحياة وكان يمكن إنقاذه.

وبعد إبعاد الطواقم الصحفية والطبية، اعتدى الجنود على المحتجزين من عائلة قُطب بالضرب وأهانوهم، ووضعوا البنادق على رؤوسهم، ودمّروا هواتفهم، قبل أن يقتادوهم إلى متجر ملابس قريب حيث ظلوا معصوبي الأعين ومكبّلين حتى الخامسة مساءً تقريبًا، وتبيّن لاحقًا إصابة اثنين منهم بكسور في الأضلاع.

وشددت "بتسيلم" على أن منع الشقيقين من العلاج الطبي بعد إصابتهما يعزز الاشتباه بعمليات إعدام خارج القانون.

ونقلت المنظمة شهادات مفصلة لأفراد من عائلة قُطب ومسعفين وصحفيين كانوا في المكان، تحدثت عن مشاهد اقتحام المنازل، وتقييد المحتجزين وضربهم وإجبارهم على الركوع لفترات طويلة، وانتشار إطلاق النار والقنابل الصوتية والغاز، إضافة إلى حرمان الجرحى من العلاج وتهديد المدنيين تحت تهديد السلاح.