أقلام واعدة… حين يصبح الحرف لحنًا يعزف سمفونية الرواية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 2025/12/10 (آخر تحديث: 2025/12/10 الساعة: 14:18)

في زمن تتكاثر فيه المنصّات وتقلّ فيه العناية بالكلمة، تصبح رعاية الحرف مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون وسيلةَ نشر. ليس كل من كتب صار صحفيًا، وليس كل من نشر امتلك أدوات المهنة. من هنا وُلدت فكرة «أقلام واعدة» — لا كمشروعٍ عابر، بل كمبادرة مهنية إنسانية تؤمن بأن الصحافة تُعلَّم، والموهبة تُصقل، وأن الكلمة تُنقذ إذا وُضعت في يد أمينة.

«أقلام واعدة» برنامج تطوعي يُعنى بدعم الصحفيين المبتدئين، من خلال التدقيق اللغوي والأدبي والصحفي، وتنقية النصوص من العيوب اللغوية والأسلوبية، دون مصادرة الرأي أو تشويه صوت الكاتب. فالهدف ليس إعادة كتابة النصوص، بل استعادة الاعتبار للحرف وبناء جيل صحفي يعرف ماذا يكتب، ولماذا يكتب، وكيف يُحاسَب على ما يكتب.

البرنامج لا يتعامل مع النص بوصفه مادة خام فحسب، بل بوصفه مسؤولية عامة. لذا يخضع كل نص لقراءةٍ مهنية هادئة: مراجعة اللغة، وزنُ البناء، تقويم العنوان، تنقية المقدمة، وتقوية الخاتمة، مع تقديم ملاحظات تعليمية محترمة للكاتب تمكّنه من التطور لا من الإحباط.

في «أقلام واعدة» لا تُكسر الأقلام، ولا يُسخَر من الأخطاء؛ بل تُفهم وتُصحّح. فالأخطاء الأولى علامات طريق نحو التألق، لا أسبابًا للإقصاء. والكاتب المبتدئ لا يحتاج إلى مقصٍّ حاد بقدر ما يحتاج إلى يدٍ خبيرة تُرشده وتترك له مساحة ليكتشف صوته بنفسه.

تنطلق هذه المبادرة من إيمان راسخ بأن الصحافة ليست سباقًا نحو الترند، بل مسارًا طويلًا من الانضباط والوعي والمسؤولية. والدفاع عن الحقيقة يبدأ بالدفاع عن اللغة، واحترام عقل القارئ، والالتزام بأخلاقيات المهنة — مهما كانت المنصة صغيرة أو محدودة الانتشار.

«أقلام واعدة» ليست برنامج تدقيق فقط، بل مساحة أمل ورسالة لكل صحفي ناشئ:

اكتب؛ سنساعدك على أن تكتب أفضل، لا أن تصمت.

أتمنى من الله التوفيق والعون في تنفيذ هذه المبادرة. وأنا على أتمّ الاستعداد للتعاون مع المحررين الصحفيين والمدقّقين اللغويين من أجل «أقلام واعدة» لندفع عجلة التطور الإنساني وننعش الرواية الفلسطينية.

#أقلام_واعدة #القلم_مقاومة #الرواية_الفلسطينية