50 أسيرة في الدامون يواجهن قمعًا ممنهجًا وإهمالًا طبيًا متعمدًا
نشر بتاريخ: 2025/12/15 (آخر تحديث: 2025/12/15 الساعة: 19:24)

رام الله – كشفت تقارير حقوقية وشهادات أسيرات محررات عن أوضاع اعتقالية بالغة القسوة تعيشها نحو 50 أسيرة فلسطينية في سجن الدامون، في ظل سياسة قمع ممنهج تشمل العزل، والاعتداء الجسدي، والإهمال الطبي المتعمد، وحرمان الأسيرات من أبسط الحقوق الإنسانية.

وأفادت التقارير بأن إدارة السجن تنفّذ اقتحامات متكررة للأقسام، تتخللها اعتداءات مباشرة، من بينها رش الغاز داخل الغرف وعلى وجوه الأسيرات، والضرب والسحل من الشعر، وخلع الحجاب قسرًا، ومنع ارتدائه خلال الاقتحامات، إضافة إلى تقييد الأسيرات بالأصفاد وإجبارهن على الركوع أرضًا والاعتداء عليهن في ساحات السجن.

شهادات حيّة

ونقلت التقارير شهادات لأسيرات تعرضن لانتهاكات جسيمة، من بينهن الأسيرة تسنيم الهمص التي تحدثت عن قمع وحشي واستخدام مكثف للغاز حتى بحق أسيرات يعانين إصابات خطيرة.

كما أفادت الأسيرة شهد حسن بأنها محتجزة في العزل منذ لحظة اعتقالها، وتتعرض لتقييد مؤلم رغم إصابتها بحروق، مع ترك أسيرات مريضات دون أي رعاية طبية.

أما الأسيرة سماح حجاوي، فأكدت أنها تعرضت لقمع عنيف في 5 ديسمبر/كانون الأول 2025، شمل إلقاء قنابل صوت وإطلاق الغاز بشكل مباشر كاد يودي بحياتها.

معطيات وأرقام

ووفق المعطيات، يبلغ عدد الأسيرات من محافظة الخليل 15 أسيرة حتى ديسمبر/كانون الأول الجاري، أُفرج عن واحدة منهن فيما لا تزال 14 رهن الاعتقال، إلى جانب 12 أسيرة معتقلة إداريًا حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول، وست أسيرات أُعيد اعتقالهن بعد الإفراج عنهن سابقًا.

أقدم الأسيرات

وتضم قائمة الأسيرات أقدم معتقلتين في السجن، هما شاتيلا أبو عيادة (32 عامًا) من كفر قاسم، المحكومة بالسجن 16 عامًا منذ عام 2016، وآية الخطيب (35 عامًا) من عرعرة، التي وُصف اعتقالها بالانتقامي، وتقضي حكمًا بالسجن لمدة أربع سنوات.

واقع اعتقالي قاسٍ

وتشير الشهادات إلى أن الأسيرات يعشن حالة رعب دائم جراء الاقتحامات الليلية والنهارية المتكررة، وسط تصعيد واضح في التنكيل منذ السابع من أكتوبر، حيث وصفت أسيرات محررات سجن الدامون بعد الإفراج عنهن بأنه “قبر”.

حرمان وإهمال

وتعاني الأسيرات من نقص حاد في الأغطية والملابس الشتوية، واكتظاظ شديد داخل الأقسام، مع نقص في الأسرة واضطرار بعضهن للنوم على الأرض، فضلًا عن رداءة الطعام وقلّته، وتلوث المياه وبرودتها، وارتداء الملابس ذاتها لأشهر طويلة.

إهمال طبي متعمّد

وأكدت التقارير أن الرعاية الصحية شبه معدومة، حيث يُقدّم مسكّن واحد لمختلف الأمراض دون تشخيص، وتُحرم مريضات السرطان من العلاج اللازم، مع تجاهل الحالات الطارئة والأزمات التنفسية.

قاصرات وجدّات

ويقبع في السجن عدد من القاصرات، بينهن سالي صدقة (17 عامًا) وهناء حماد (17 عامًا)، وسط حرمان من التعليم وتقديم امتحانات الثانوية العامة. كما تضم القائمة أسيرات مسنّات، من بينهن كرم موسى (54 عامًا) المعتقلة منذ 25 فبراير/شباط 2025، وحنان البرغوثي (60 عامًا) التي جرى تجديد اعتقالها الإداري بعد تحررها.

أسيرات مريضات وصحفيات

ومن بين الحالات الصحية الخطيرة، الأسيرة فداء عساف (47 عامًا) المصابة بسرطان الدم، والتي تشهد حالتها تدهورًا متسارعًا دون علاج، والأسيرة سهير زعاقيق (45 عامًا) التي تعاني السرطان ونزيفًا مستمرًا مع تجديد اعتقالها الإداري.

كما تتعرض الصحفية فرح أبو عياش (25 عامًا) لانتهاكات شملت التعذيب، وتجريدها من الحجاب، والضرب والإذلال، والزج بها في زنازين قاسية، مع استمرار سياسة التجويع والقمع بحقها داخل السجن.

نداء عاجل

وخلصت المؤسسات الحقوقية إلى أن ما تتعرض له الأسيرات في سجن الدامون يرقى إلى جرائم وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي، مطالبة بتدخل فوري من المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية لتوفير الحماية للأسيرات، ووقف سياسات القمع والتنكيل بحقهن.