نشر بتاريخ: 2025/07/30 ( آخر تحديث: 2025/07/30 الساعة: 12:01 )
حسن عصفور

قوة أمنية مشتركة لمنع مذلة أهل غزة بمساعدات

نشر بتاريخ: 2025/07/30 (آخر تحديث: 2025/07/30 الساعة: 12:01)

دون أي اجحاف بحركة سيل المساعدات "المفاجئ" نحو أهل قطاع غزة، والحد نسبيا من التجويع الذي هز أركان البشرية، عدا الأقلية النازية في أمريكا ودولة العدو الاحلالي، لكن المشهد العام الذي ترافق معها، خاصة مساعدات الانزال فرضت التفكير الأبعد من "حسن النوايا" الذي حكم قوة الدفع بها.

بالتأكيد، وجدت وسائل الإعلام العالمية خبرا مثيرا لها، بعدما قام البعض بنشر فيديوهات تكشف حجم "الكثافة السكانية" التي تنتظر توزيع المساعدات، و"طوابير الموت" غير المسبوقة، تقف ساعات قد تتمكن من الحصول على "رزمة" أو قد تفقد الحياة والممكن من الرزمة، فيما كان مشهد الاعتداء على سيارات شحن المساعدات أكثر إثارة خبرية، بما يحوي من لقطات بدأت وكانها من فيلم سينمائي، بلا مخرج.

وجاءت خطوة المساعدات الجوية لتزيد بلاء المشهد المثير بلاءا أكثر، خاصة بعدما سقطت بعضها فوق خيام الهاربين تحت ضغط العدوان، ليتم قصفهم بـ "مظلات المساعدات"، وكأن الموت في قطاع غزة لا يجب أن يستمر تقليديا.

وهنا يجب التفكير بشكل جديد، لو أريد حقا للمساعدات أن تشق طريقها فيما تم الإعلان عنه، بإنقاذ أهل قطاع غزة من الموت تجويعا، كما أعلنت المجموعة الدولية بما فيها إدارة ترامب راعي الحرب العدوانية وممولها الرئيسي، لا يمكنها ان تستمر بذات الطريقة والإسلوب، التي بدأت عليه وتزايدت في الأيام الأخيرة، مشاهد لا يمكن لها أن تخدم "الفكرة الإنقاذية" التي حكمت "سيل المساعدات".

الخطوة المركزية التي يمكنها أن تضع حدا كبيرا، قد لا يكون نهائيا في الفترة الأولى، ضرورة تشكيل "قوة أمنية مشتركة" قوامها عربي أممي، بمشاركة من عناصر أمن فلسطينية (الرسمية وليس عصابات حماس او عصابات دولة الكيان)، يتم الاتفاق على مهامها وتحديد مواقعها ومناطق وجودها، إلى حين وقف الحرب.

لجنة أمنية مشتركة لحماية المساعدات، وكذا ضمان وصولها إلى مختلف المناطق، ستكون خطوة رئيسة لرسم مسار محاصرة الحرب العدوانية، إلى حين الاتفاق على نهايتها، وتمثل قاعدة أمنية للتشكيل الإداري اللاحق، وتأسيس بعد أمني لليوم التالي واعادة الإعمار في قطاع غزة.

تشكيل لجنة أمنية مشتركة لحماية المساعدات، خطوة تقطع الطريق على مزاعم دولة الكيان، بذريعة أن حماس وعصابتها المسلحة تسرقها، ولذا وجودها يسقط تلك المسألة، لتصبح تحت رعاية وإشراف قوة لا تستطيع حكومة "الوقاحة الفاشية" ان تتذرع بحركة خدمت مخطط الدولة الاحلالية كما لم يخدمها هرتسل.

تشكيل قوة أمنية مشتركة لحماية المساعدات، خطوة هامة نحو تشكيل قوات حماية دولية لأهل قطاع غزة ضمن ترتيبات اليوم التالي، ومرحلة اعادة الإعمار التي تتطلب أمنا استثنانيا قبل الشروع به، خاصة وأن الحديث عن استكمال الخطط المطلوبة له، ولذا وضع ترتيبات الأمن الأعلى تستبق اعادة الإعمار.

تشكيل قوة أمنية مشتركة لحماية المساعدات، مقدمة لمناقشة "المشترك المتبادل" أو "الحماية الخاصة" بين دولتي فلسطين والكيان، خاصة ودولة العدو تختبئ دوما وراء "مكذبة" الخطر الفلسطيني بعد 7 أكتوبر، التي هي وليس غيرها من وضع مخططها الاستراتيجي منذ سنوات، وفقا لاعترافات أمنية إسرائيلية وتصريحات نتنياهو منذ عام 2017، قامت حماس بتنفيذها بجدارة مطلقة.

تشكيل قوة أمنية مشتركة لحماية المساعدات، ضرورة لمنع مشاهد الاذلال التي باتت مادة إثارة إعلامية..الجوع كافر نعم.. كما قالها الحاضر الأبدي زياد الرحباني..لكن المذلة باتت إهانة إنسانية..فلا تتركوا أهل القطاع بين الموت جوعا أو الانكسار ذلا.