المشهد السياسي الفلسطيني
نشر بتاريخ: 2022/06/03 (آخر تحديث: 2025/09/18 الساعة: 17:21)

لا يخفى على المواطن الفلسطيني طبيعة الوان المشهد السياسي الوطنى من حيث الأداء والممارسة، أن طبيعة الأحداث التى يصنعها و يمارسها الاحتلال تجعل من الأعمى يتحسس فضاء البصيرة ويكاد الصوت المخنوق أن ينفجر بالصراخ. راهن الاحتلال على أن الاجيال ستنسى وان الحياة ستبتلع ذاكرتهم وتؤخذهم إلى التعايش مع الاحتلال، سقط رهان الاحتلال وسقطت الأدوات. لم يرقى الأداء السياسي إلى أدنى درجات التوقع وربما كان المنطق يرفض قبول فكرة التوقع لقد دأبت قيادة السلطه على التعايش مع الاحتلال بكل مناحي الحياة وبقيت جامدة الموقف أمام الازمات وفي اكثر الاحول السعي لترحيل الازمة إلى اشعار آخر. لقد اخذت من سبات الوهم قيلولة اهل الكهف وتركت الزمان والمكان للاحتلال يؤخذ منهما ما يريد فأصبح الاستيطان يلتهم الارض الفلسطينيه وأصبحت الأحلام الصهيونية تقفز من جوارير الاجندات والمخططات، لقد فرض الرئيس رؤويته بالدعوة إلى ما سمي بالمقاومة السلمية دون يحدد معناها ويشرح أشكالها ويتوقع نتائجها بمعنى انه انتهج منهج القفز عن صناعة الأسباب المكلفة للاحتلال في تحقيق النتائج إلى رؤية الجمود على الموقف وعل الارض والوقوف على الأرضية الرخوة في التعامل مع القرار الوطني. لم يكن هناك في اروقة المقاطعة ما يشير إلى صناعة موقف او الاتجاه إلى بناء هيكل وطني لإدارة الصراع بل كان من الواضح أن الصراع يدور على مساحة النفوذ بين مراكز القوى على تصنيف الشخوص وربطها بالأرقام. بقي الانقسام الشاهد الحي ينخر جسد القضية والطبيعة لا تقبل الفراغ حركة حماس بالاضافه إلى قرار الحرب والسلم وضعت يدها على ورقة الأسرى واتبعتها بورقة القدس وأخذت تتلمس فن السياسة في إدارة الصراع واستطاعت أن تطل من بوابة الوحدة العسكرية عبر غرفة عمليات مشتركه واتقنت صياغة تحسين الشروط كقوة تحمل مفاتيح الحل. الشعب الفلسطيني متقدم المواقف وهو القادر على تشكيل الحاضنة للارادة الصلبة التى تقودها المقاومة بفكرها السياسي والعسكري. أمام هذا التوصيف للمشهد ما زال النزيف الفتحاوي تنظيميا وشعبويا في حالة مستمرة وفتح لم تعد قادرة على قيادة العقل الجمعي الفتحاوي وقد انعكس الأداء السادي و المترهل على كينونتها ومزق بريقها المعجون بالتاريخ المشرف وما نتائج الانتخابات المحلية والنقابية الا دليل لشعبوية التيار المتنفذ الذي أصم السمع عن نداءات التصحيح ووضع العراقيل والحسابات الخاصة منهجا يعزز التدمير الذاتي بل واخذ بمطاردة المنابر والتيارات الأصيلة في الحركة.