ظهرت مقالات اسرائيلية "تتشفى" في الاجهاز على "عرين الاسود" وإضعاف كتيبة جنين . مقالة او مقالتين فقط ، ذهبتا الى تحليل الظاهرة تحليلا علميا ؛ من أي رحم تخلّقت هذه المنظمات الصغيرة ، الاحباط من انسداد افق حل سياسي طال انتظاره ، كعامل أول ، - والان ، بعد فوز اليمين الفاشي سيتم لصمه بحجر او حتى لحمه بالفولاذ – واستشراء فساد السلطة ، بما في ذلك الانقضاض على القضاء وحل النقابات المنتخبة، كعامل ثان .
المقاومة الفردية ، هي البديل التلقائي ، كالعمليات البطولية التي تجلت بأوضح صورها على الشاشات المحلية والعالمية ؛ التميمي في القدس على حاجز عسكري بشعفاط قتلت فيه جندية ، والجعبري في الخليل – مستوطنة كريات اربع "أم المستوطنات" وقتل فيها مسؤول استيطاني، وصوف في نابلس في مستوطنة "أرئيل" التي تعد مدينة استيطانية كبيرة ، وقتل فيها ثلاثة مستوطنين . هذه العمليات الثلاث تم تنفيذها في غضون اسبوعين ، وغطت الشمال والوسط والجنوب، كثير من الاسرائيليين يرون انها مشروعة ، لكن المقاومة الفردية، سرعان ما ستخبو ، انها لن تكون أكثر من ردات فعل فورية وعفوية لأفراد واشخاص يحركهم الاحباط ونزعات غضب وانتقام ، ليس في حيلتهم اي امكانيات، عدي التميمي ومحمد صوف ، وصلا الى مواقع التنفيذ في مواصلات عامة ، بمعنى لم يكن لديهما سيارات خاصة ، حتى من ذلك النوع المسروق التي يتم تبادلها بألفي شيكل . واذا كان الاول قد استطاع شراء مسدس يطلق مرة ويعرقب مرات ، فإن صوف بدأ بسكين ثم استولى على سياراتهم .
النضال الفردي ، تجلى في اضرات عشرات الاسرى الاداريين قبل حوالي عشر سنوات اضرابا مفتوحا عن الطعام ، ورغم ان المضربين قطعوا اياما طويلة ناهزت المئتي يوم ، أظهر خلالها المضربون بطولة منقطعة النظير ، وكان من الممكن ان يفقدوا حياتهم باصرار وارادة حديدية لا تلين، معظمهم بالمناسبة عقائديون من حركة الجهاد الاسلامي، الا ان هذه الاضرابات لم تنجح في الغاء الاعتقال الاداري . مبادرة بعض الجبهويين وخوض الاضراب بثلاثين أسيرا لمدة 19 يوما، كانت أشبه بقفزة في الفراغ .
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، سؤال المليون كما يقال، ما الذي تفعله الفصائل، لماذا تسمح بأن يقوم افراد ، سواء في الاسر ، او في الشوارع والميادين ، بأن يحملوا عبء هذا النضال على أكتافهم الصغيرة ؟ ، فصائل لها تاريخ وتجارب وامكانيات، كلها تقريبا لها مسميات قتالية ونضالية وجهادية ، دينية وعلمانية ، تضطلع بمسؤوليات حكومية ووزارات وميزانيات، متى ستنتصر لهذه المقاومات الخلاقة ؟ صحيح ان البعض من هذه الفصائل ينتظر نهايتها، لكن ماذا مع الفصائل الاخرى، التي على ما يبدو تكتفي بمباركة العمليات واعتماد منفذيها شهداء عند ربهم يرزقون ؟؟؟؟
بعد تفكيك "العرين".. المقاومة الفردية هل تستمر؟
نشر بتاريخ: 2022/11/19
(آخر تحديث: 2025/09/15 الساعة: 22:09)
