أعربت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" عن بالغ قلقها وإدانتها الشديدة لاستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتكاب جرائم إبادة جماعية ممنهجة، تمثلت في استهداف المدنيين، وتدمير البنية التحتية، وفرض الحصار الشامل والتجويع والتعطيش، ما أسفر خلال الأيام الثلاثة الأخيرة عن استشهاد 307 مدنيين وإصابة أكثر من 728، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأكدت الهيئة أن قوات الاحتلال كثفت هجماتها الجوية والمدفعية على جميع مناطق القطاع، بما في ذلك مخيمات النازحين ومراكز الإيواء، وأمرت بعمليات تهجير جديدة في غزة وخانيونس والشمال، بالتوازي مع إنشاء محور عسكري جديد يفصل شرق خانيونس عن غربها، في محاولة لتكريس واقع تقسيمي ميداني، يكرس الاحتلال ويمنع الانسحاب.
كما حذرت "حشد" من مخطط إقامة ما يسمى بـ"مدينة الخيام الإنسانية" في رفح، باعتبارها شكلاً من أشكال معسكرات الاحتجاز الجماعي، تُدار بالشراكة مع شركة إسرائيلية أمريكية تحت غطاء إنساني زائف.
ودانت الهيئة المجزرة المروعة التي ارتُكبت صباح اليوم أمام نقطة توزيع مساعدات في شمال غرب رفح، والتي أودت بحياة 21 مدنيًا، مؤكدة أن مراكز توزيع المساعدات تحولت إلى ساحات قتل جماعي بإشراف عسكري مباشر.
وشددت "حشد" على أن استمرار الاحتلال في استهداف طوابير المياه، وقطع الكهرباء وتدمير آبار ومحطات التحلية، تسبب في شلل شبه كامل للبنية التحتية المائية والصحية، وأدى لاستشهاد أكثر من 700 مدني أثناء محاولتهم الحصول على المياه.
ولفتت الهيئة إلى أن الأطفال والنساء يشكلون أكثر من 70% من ضحايا العدوان، حيث استشهد أكثر من 18 ألف طفل و13 ألف امرأة، في ظل تفاقم المجاعة وسوء التغذية، ما يهدد حياة أكثر من 650 ألف طفل.
وأكدت الهيئة انهيار القطاع الصحي بفعل الحصار والاستهداف المتعمد للمستشفيات والطواقم الطبية، مشيرة إلى استشهاد أكثر من 11,500 من الكوادر الصحية والدفاع المدني، واعتقال المئات منهم، في ظل ظروف اعتقال قاسية.
وفي ختام بيانها، حملت "حشد" سلطات الاحتلال، والولايات المتحدة، والدول والشركات المتورطة، المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الجرائم، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك الفوري لوقف الإبادة الجماعية، وفرض العقوبات، وتوفير الحماية الدولية، وضمان دخول المساعدات دون قيد أو شرط، وإنهاء الحصار بشكل كامل.