قال ديمتري دلياني، المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن "استهداف جنود الاحتلال لطوابير المدنيين الباحثين عن الخبز هو تطبيق مباشر لعقيدة عسكرية إسرائيلية ترى في الفلسطيني المُحاصر والمُجوّع جسداً قابلاً للإبادة، وتُخضع كرامته الإنسانية لحسابات دموية تُدار من غرف قيادةٍ يعتبر فيها الغذاء والدواء تهديداً أمنياً."
واشار القيادي الفتحاوي إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تتّخذ من الحصار الغذائي، وتدمير البنية التحتية المدنية، وشلّ المنظومة الصحية، أدوات رئيسية لتفكيك مجتمعنا الفلسطيني. وقد حوّلت دولة الإبادة الإسرائيلية الإمدادات الغذائية إلى أهداف نارية، فتقوم بقصف المدنيين المنتظرين حصصاً من الطحين، فيما تُستخدم قوافل الإغاثة كوسائل ابتزاز سياسي تنفذها مؤسسات الاحتلال نيابة عن منظومة إجرامية دولية ترعى هذه الإبادة.
واكد: "وفي ظل هذا الحصار، تمنع دولة الاحتلال إدخال الوقود، وأوقفت تدفّق المياه النقية، ودمّرت قدرة القطاع على إنتاج مياه صالحة للشرب، ما دفع آلاف الأطفال إلى استهلاك مياه ملوثة، ممهّدةً الطريق لانفجار وبائي يُركّز عدواه في أجساد الأطفال المحرومين من الغذاء والعلاج."
"وبينما انهارت البنية الصحية بشكل تام،" اضاف دلياني، "تُجبر النساء على الولادة في الأزقة وتحت الأنقاض، ويُحشر خمسة رُضّع في حاضنة واحدة، ما يعكس مشهداً طبياً أقرب إلى غرف الموت الجماعي منه إلى مرافق رعاية."
ولفت المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح إلى أن حصيلة هذا المشروع الإبادي لا تترك مجالاً للتأويل: أكثر من ١٩،٠٠٠ طفل فلسطيني استشهدوا، و٣٣،٠٠٠ آخرين أُصيبوا بإصابات مباشرة، و٥،٨٠٠ أُنهكوا حتى الهزال بسوء التغذية الحاد. كل ذلك يجري بتصميم متكامل تُشرف عليه دولة الاحتلال وتُغطّيه مظلّة سياسية دولية، تُوفّر له الغطاء السياسي والدعم العسكري، تجسيدًا لعقيدة مجتمع يقوده مجرم حربٍ فارّ من العدالة الدولية، يرى في إبادة شعبنا الفلسطيني استثماراً في الأمن القومي الإسرائيلي.