القدس المحتلة - اقتحم 1300 مستوطنًا متطرفًا، صباح اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك يتقدمهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، وعضو الكنيست الاسرائيلي عميت هاليفي بحماية معززة من شرطة الاحتلال الخاصة، إحياء لما يسمونه ذكرى "خراب الهيكل".
وأفادت مراسلتنا بأن 1300 مستوطنًا اقتحموا باحات الأقصى صباح اليوم فيما تسمى "ذكرى خراب الهيكل"، وذلك في عشرات المجموعات المتتالية.
ويأتي هذا الاقتحام تلبية لدعوة الجمعيات الاستيطانية التي عملت منذ أسابيع على حشد المستوطنين لتنفيذ اقتحامات جماعية كبيرة لساحات المسجد، إحياءً لذكرى "خراب الهيكل" الذي يُصادف اليوم.
وأوضحت مراسلتنا أن المستوطنين أدوا صلوات تلمودية ورقصات وهتافات صاخبة داخل باحات المسجد، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال التي أغلقت أبواب المسجد في وجه المصلين المسلمين، وواصلت تضييقها على الوافدين إلى المكان.
وذكرت مراسلتنا أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وعضو كنيست الاحتلال عميت هاليفي تقدما اقتحامات المستوطنين اليوم.
وفي تطور لافت، أدى المستوطنون صلاة الشماع الجماعية علناً قرب المصلى القبلي في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، وذلك ضمن طقوس إحياء ما يُسمّى ذكرى خراب الهيكل، إذ تُعتبر صلاة الشماع من أقدس الصلوات في العقيدة اليهودية، حيث تمثل مقطعًا مركزيًّا من التوراة يُتلى مرتين يوميًّا.
وقبيل وأثناء الاقتحام انتشرت قوات الاحتلال بكثافة داخل باحات المسجد الأقصى وقيدت حركة المصلين فيه، كما منعت أعدادًا من الشبان والمصلين الفلسطينيين من الدخول إلى هناك خلال عملية الاقتحام.
ويعتبر الإسرائيليون "خراب الهيكل" المزعوم يوم حزن وحداد على تدمير "هيكل سليمان" على يد البابليين، بينما تعكف منظمات الهيكل المزعوم سنويا قبيل هذه الذكرى على حشد الرأي العام الإسرائيلي من أجل المشاركة في الاقتحام الجماعي الكبير الذي تنفذه المنظمات الاستيطانية للأقصى.
يُشار إلى أنّ 2958 متطرفا ومتطرفة، اقتحموا المسجد الأقصى في المناسبة ذاتها العام الماضي، ترافق ذلك مع انتهاكات عدة أبرزها رفع العلم الإسرائيلي، وأداء طقس السجود الملحمي جماعيا، والرقص والغناء، إضافة إلى اقتحام عدد من أعضاء الكنيست والوزير إيتمار بن غفير.
وتحلّ الذكرى هذا العام بعد أسابيع من إصدار الوزير المتطرف إيتمار بن غفير تعليمات لضباط شرطة الاحتلال بالسماح للمستوطنين بالرقص والغناء في الساحات، وبعد إعلانه -خلال اقتحام نفذه للمسجد في مايو/ أيار المنصرم- أيضا أنه "أصبح من الممكن الصلاة والسجود في جبل الهيكل".