حين فهمنا الحديث النبوي في جحيم غزة
نشر بتاريخ: 2025/08/18 (آخر تحديث: 2025/08/18 الساعة: 22:16)

 

قال رسول الله ﷺ

«مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي سِرْبِهِ

مُعَافًى فِي جَسَدِهِ

عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ

فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»

كنت اقرأه كحدبث نبوى عادى ..

حتى جاءت الحرب وتحول الهدوء والسكينة إلى صراخ

وتحولت الأرض إلى نار ملتهبه..

فتعلمنا معنى بعض النعم: الأمان .القوت.. والعافية.

«آمِنًا في سِرْبِهِ»

الأمان صار حلمًا بعيدًا…

السماء تمطر الموت ..

الأطفال يسألون عن الأمان

نخفي الحقيقة. نطمأنهم ولا نستطيع أن نفعل لهم شيئا..

بين القنابل المنهمرة وصدى الانفجارات وارتقاء الشهداء

حينها فقط عرفنا أن الأمن أعظم نعمة..غابت بين صرخات الخائفين.

«عنده قوت يومه»

الحصار والمجاعة علمانا كيف يكون الخبز حلما

الملح عزيزا ..

نحاول خداع الجوع بالنوم لكن الجوع لا ينام..

نحتفل ببساطة أننا امتلكنا قوت يومنا..

هناك فقط ذقنا طعم النعمة الحقيقية…

وعرفنا أن امتلاك قوت يومك… هو كنز لا يقدر بثمن..

«مُعافى في جسده»

رأينا الجرحى بعشرات الآلاف..

أطراف مبتورة أجساد ممزقة...عمليات بلا تخدير..لا مسكنات ولا أدوية..

مشاهد يفشل الخيال في تصويرها..

لكنها كانت واقعنا اليومي.

حينها عرفنا أن العافية ليست مجرد كلمة ولا يعرف قيمتها إلا من فقدها..

وعرف أن كل لحظة صحة هي جنة صغيرة وسط الجحيم ..

حين اجتمعت الثلاثة

أمن.. قوت يوم..وعافية..

فوجدنا أن الدنيا حيزت لنا كلها فعلا..

ولو ظننا أنفسنا فقراء.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيد الخلق أجمعين،

الذي بسط لنا بحروف قليلة ما عجزت التجارب والسنوات أن تعلمنا إياه…

إلا في جحيم غزة...

والله غالب...