بطريركيتا الروم الأرثوذكس واللاتينية في القدس تحذّران من تهجير جماعي لسكان غزة
نشر بتاريخ: 2025/08/26 (آخر تحديث: 2025/08/26 الساعة: 18:35)

القدس المحتلة - أصدرت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية والبطريركية اللاتينية في القدس، اليوم الثلاثاء، بيانا مشتركا أعربتا فيه عن بالغ القلق إزاء التطورات الميدانية في قطاع غزة، محذّرتين من مخاطر التهجير الجماعي القسري للمدنيين، ومنددتين بالعدوان الإسرائيلي المتواصل.

وأوضح البيان، أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت قبل أسابيع نيتها السيطرة على مدينة غزة، مشيرا إلى أن الأيام الأخيرة شهدت استعدادات لهجوم وشيك، بالتزامن مع صدور أوامر إخلاء لعدة أحياء في مدينة غزة. ولا تزال التقارير تتوالى عن قصف مكثّف.

وأكدت البطريركيتان أن إعلان الحكومة الإسرائيلية أن "أبواب الجحيم ستُفتح" يتخذ بالفعل أشكالًا مأساوية، وتشير التقارير الواردة من الميدان إلى أن هذه العملية ليست مجرد تهديد، بل حقيقة يجري تنفيذها بالفعل.

وأشار البيان إلى أن مجمّع كنيسة مار بورفيريوس للروم الأرثوذكس ومجمّع كنيسة العائلة المقدسة للاتين في غزة، تحوّلا منذ بداية الحرب إلى ملجأ لمئات المدنيين من كبار السن والنساء والأطفال. كما يضم مجمّع اللاتين منذ سنوات أشخاصًا من ذوي الإعاقة يتلقّون الرعاية على يد راهبات "مرسلات المحبة".

ولفت إلى أن أوضاع اللاجئين داخل هذين المجمّعين تزداد صعوبة بسبب الجوع وسوء التغذية، محذرًا من أن مغادرة غزة جنوبًا ستشكّل "حكمًا بالإعدام" للكثيرين منهم، وقد قرر الكهنة والراهبات البقاء لمواصلة رعاية من يلجأون إلى الكنيسة.

وشدّد البيان على أنه "لا مستقبل يمكن أن يقوم على الأسر أو تشريد الفلسطينيين أو الانتقام منهم"، مستشهدًا بكلمات البابا فرنسيس الذي دعا قبل أيام إلى احترام هوية الشعوب وحقوقها، ورفض إجبارها على المنفى القسري.

وأكدت البطريركيتان أنه "لا يوجد أي مبرر للتهجير الجماعي المتعمّد والقسري للمدنيين"، داعيتين إلى وقف الحرب وإنهاء دوامة العنف، وإعطاء الأولوية للخير العام بعد ما خلّفه العدوان من دمار في الممتلكات وحياة الناس.

وفي ختام البيان، ناشدت البطريركية الأرثوذكسية واللاتينية المجتمع الدولي التحرّك العاجل لإنهاء ما وصفته بـ"الحرب العبثية والمدمرة"، والعمل من أجل عودة الرهائن الإسرائيليين.