حشــد: الاحتلال يرتكب جرائم إبادة وتدمير ممنهج ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس
نشر بتاريخ: 2025/08/27 (آخر تحديث: 2025/08/27 الساعة: 23:56)

أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" بياناً اليوم الأربعاء، أنها تتابع بقلق شديد تصاعد جريمة الإبادة الجماعية الممنهجة التي ينفذها الاحتلال، حيث تتواصل الحرب على القطاع اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025 لليوم الـ 691 على التوالي، وسط استهداف خيام النازحين في المواصي جنوب القطاع، واستمرار قصف المنازل على رؤوس سكانها في مدينة غزة، وتفجير منازل المواطنين في النزلة والصفطاوي وآخر شارع الجلاء.

كما تُرتكب مجازر في كافة مناطق القطاع من شماله إلى جنوبه، مستهدفة الأحياء السكنية والمستشفيات وخيام النزوح ، الذي يترافق مع توسيع دائرة الهجوم العسكري في مدينة غزة ومحيطها والذي يأتي في إطار خطة وحشية معلنة لغزو مدينة غزة واستكمال تدميرها وتهجير سكانها قسراً إلى الجنوب وحشرهم في مناطق ضيقة اشبه بمعسكرات الاعتقال ، و خلال الـ24 ساعة الماضية وصل مستشفيات القطاع 76 شهيداً بينهم 1 انتشال من تحت الركام، فيما اصيب و298 جريح ، ما يرفع حصيلة العدوان منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 62,895 شهيداً و158,927 إصابة، ومن بين الضحايا شهداء لقمة العيش المجوعين الذين وصلوا المستشفيات حيث وصل عددهم الي 2,158 شهيداً وأكثر من 15,843 إصابة.

كما سجّلت وزارة الصحة خلال الساعات الماضية 10 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية بينهم طفلان، ليصل العدد الإجمالي إلى 313 وفاة، منهم 119 طفلاً.

وفي سياق متصل ، تواصل دولة الاحتلال ارتكاب جريمة التجويع الجماعي بحق أكثر من 2.3 مليون إنسان، وسط عجز يتجاوز 86% في المساعدات الإنسانية ومنع إدخال 430 صنفاً من المواد الغذائية الأساسية، ما يهدد حياة عشرات الآلاف من سكان غزة، وخاصة في ظل تجاهل دول العالم والمنظمات الدولية لإعلان المجاعة رسميا في قطاع غزة وعجزها عن وضع حد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، الامر الذي ينذر بوفاة عشرات الآلاف من المدنيين، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن عدا عن تعريض حياة غالبية المدنيين في قطاع غزة لخطر الموت جوعاً ومرضاً.

وكشفت الهيئة الدولية "حشد" الوقائع الميدانية عن ان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد بدء منذ 20 أغسطس/آب 2025 عملية “عربات جدعون 2″، القائمة على تدميرٍ واسعٍ ومنهجيٍ للمربعات السكنية عبر زحف متزامن من ثلاثة محاور نحو قلب مدينة غزة، واستخدام وسائل غير مسبوقة بينها الروبوتات المفخخة لنسف الأحياء السكنية؛ ما أفضى إلى تطاير أجساد المدنيين تحت الركام وفي الشوارع، وتحوّل أحياء كاملة (جباليا، الشيخ رضوان، الصبرة وغيرها) إلى أنقاض.

وقالت الهيئة الدولية، أن المنظومة الصحية باتت على شفا الانهيار الكامل؛ فأكثر من نصف المستشفيات خارج الخدمة، والبقية تعمل بقدرات منهَكة تحت القصف، ونقص الوقود، والمياه، والمستهلكات. بنوك الدم تعاني نقصًا حادًا وخطيرًا؛ والاحتياج اليومي يتجاوز 350 وحدة دم مع صعوبة حملات التبرع لتفشي المجاعة وسوء التغذية. تتزايد عمليات البتر بسبب نقص المثبّتات والمضادات الحيوية وتفاقم العدوى وسوء التغذية بين الجرحى.

وأضافت، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد اقتحاماتها في مدن وبلدات الضفة الغربية، بما فيها القدس ورام الله والبيرة ونابلس وطولكرم، ترافق عمليات الاقتحام حملات اعتقال وعمليات اغتيال ميداني وتخريب للممتلكات، في محاولة لفرض وقائع أمنية جديدة تخدم مشاريع الاحتلال الاستيطانية والتهويدية .

وتابعت، في اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء، يواصل الاحتلال تنفيذ سياسة احتجاز جثامين الشهداء، إذ تحتجز سلطات الاحتلال 726 شهيداً في الثلاجات ومقابر الأرقام، بينهم 67 طفلاً و85 أسيراً و10 نساء، إضافة إلى أكثر من 1500 جثمان لشهداء غزة منذ حرب الإبادة 2023 في معسكر “سدي تيمان”، وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني يرقي لجريمة ضد الإنسانية متواصلة .

الهيئة الدولية “حشد”: للعام الدراسي الثالث يحرم طلبة قطاع غزة من حقهم في التعليم جراء حرب الإبادة والاستهداف الممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي لقطاع التعليم في قطاع غزة الامر الذي تسبب في استشهاد أكثر من 18,489 طالباً وأصيب 28,854 آخرون ، عدا عن استشهاد 970 معلماً وإدارياً وأصابه 4,533، عدا عن تدمير 160 مدرسة حكومية و63 مبنى جامعياً في غزة بشكل كلي ، فيما باقي المدارس والجامعات تعرضت التدمير الجزئي وللتخريب، اما في الضفة الغربية فقد طالت عمليات التخريب 152 مدرسة و8 جامعات وكليات وإضافة الي اعتقال 88 معلم .

وأكدت الهيئة الدولية، بأن جرائم الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية تنتهك وبشكل صارخ كافة قواعد القانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان، وتدابير محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، و إذ تدين بشدة هذه الجرائم، فأنها تعبر عن بالغ قلقها وخشيتها من تحول المجازر اليومية والابادة الجماعية والمجاعة وباقي جرائم الاحتلال الإسرائيلي الى ظاهرة عادية في نظر الدوائر الدولية، التي فقدت القدرة على التحرك والفعل المؤثر، خاصة عجز مجلس الأمن الدولي عن القيام بمهامه جراء الفيتو الأمريكي اضافة الي عدم قيام المنظمات الدولية والإقليمية بدورها في حماية الفلسطينيين والامن والسلم الدوليين، وإذ تشير الى زيف الادعاءات الإسرائيلية بشأن لجان التحقيق في المجازر، ومنها مجزرة مجمع ناصر الطبي في خانيونس التي أسفرت عن استشهاد 22 مواطناً بينهم 6 صحفيين، حيث دأبت سلطات الاحتلال على استخدام هذه اللجان كغطاء للتنصل من مسؤوليتها عن الجرائم الممنهجة التي يقودها جيشها بأوامر سياسية عليا، اذ تدين مواصلة احتجاز جثامين الشهداء، واستهداف القطاعات الصحية والتعليمية وباقي الفئات المحمية، فأنها تسجل وتدعو الى :

ودعت حشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية للتحرك الفوري لوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية وإدخال المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والإغاثية والفرق الطبية ومعدات الإنقاذ وكافة احتياجات سكان القطاع، واتاحة حرية عمل المنظمات الدولية وخاصة وكالة الغوث الدولية ” الأونروا”.

كما طالبت "حشد" المحكمة الجنائية الدولية بتسريع إجراءات التحقيق في جميع الجرائم المرتكبة في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك جرائم الإبادة والقتل العمد والتجويع واحتجاز الجثامين واستهداف التعليم والمستشفيات ، وإصدار المزيد من مذكرات الاعتقال بحق قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين وشركائهم.

ودعت "حشد" أحرار العالم لضمان مواصلة التحركات لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي والضغط علي دول العالم للقيام بمسؤوليتها الإنسانية والقانونية وضمان قيام الامم المتحدة بتفعيل مسؤولية الحماية وعقد الجمعية العامة بصيغة متحدون من اجل السلام لتشكيل قوة حماية دولية لحماية الفلسطينيين وكافة الممتلكات المدنية والثقافية، وفرض العقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي ومقاطعتها وحظر تصدير السلاح لها، وطردها من الأمم المتحدة لحين انهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.