مونديال طوكيو: نجمة السرعة ريتشاردسون في سباق مع الفضائح
نشر بتاريخ: 2025/09/10 (آخر تحديث: 2025/09/10 الساعة: 22:19)

متابعات: تملك نجمة سباقات السرعة شاكاري ريتشاردسون موهبة نادرة منحتها ذهبية سباق 100م في بطولة العالم في بودابست عام 2023، لكن رغم هذا التوهج تبدو العداءة الأميركية في سباق مع الفضائح.

لا تستطيع ابنة الـ25 عاماً الهروب من إثارة عناوين الصحف خارج المضمار.

مُنعت ريتشاردسون بشكل مثير للجدل من المشاركة في أولمبياد طوكيو الذي أقيم بعد عام من موعده المقرر (2021) بسبب تداعيات فيروس كورونا، إثر ثبوت تعاطيها الماريغوانا عقب فوزها في التجارب الأميركية.

وستصل هذه العداءة إلى العاصمة اليابانية طوكيو للدفاع عن لقبها العالمي، على خلفية حادثة أخرى تصدرت بسببها عناوين الصحف.

أمضت ليلة في السجن بعد اعتقالها بتهمة العنف المنزلي جراء شجار نشب مع صديقها وزميلها العداء كريستيان كولمان، قبل التجارب الأميركية لهذا العام.

نتيجة لذلك، انسحبت من التجارب لكن مكانها في الفريق المشارك في طوكيو كان مضموناً بصفتها البطلة المدافعة عن اللقب.

كولمان الذي سيوجد أيضاً في طوكيو ضمن فريق التتابع للرجال، رفض التقدم بشكوى بحق ريتشاردسون، بل بخلاف ذلك دافع عنها.

قال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعني أن الناس يدخلون في نقاشات ويملكون المشاعر وما إلى ذلك».

وأضاف: «تحتاج بنفسها إلى العمل على بعض الأمور لديها. وكذلك أنا، وكذلك أنتِ، وكذلك الجميع».

اعتذرت ريتشاردسون المتوجة بالميدالية الفضية في سباق 100م في أولمبياد باريس 2024، في فصل جديد لم يخلُ من الدراما أيضاً عندما مُنعت من مسار الإحماء قبل نصف النهائي لمحاولتها الدخول من البوابة الخطأ، لكولمان وأقرّت أنها كانت تطلب المساعدة.

قالت: «أستغل هذا الوقت ليس فقط لتقييم نفسي، بل لأحصل على مستوى معين من المساعدة التي ستعكس بشكل عام هويتي الحقيقية في قلبي وروحي».

لا تشبه ريتشاردسون مواطنتها البطلة الأولمبية في سباق 200م غابي توماس الغائبة عن طوكيو للإصابة، على الرغم من أنهما تنحدران من بيئات محرومة.

توماس الأنيقة خريجة جامعة هارفارد، ربتها أم عزباء، كانت آنذاك مُعلمة وهي الآن أستاذة جامعية.

أما ريتشاردسون التي اكتسبت شهرة بسبب أظافرها الطويلة الملونة وذراعيها المُوشومتين، فربّتها جدتها بيتي هارب مع عمتها.

قالت في هذا السياق: «لقد حافظت عائلتي على تواضعي».

وفي حين حصلت توماس على رعاية أم مُحبة، كانت ريتشاردسون تتوق إلى ذلك الحب الأمومي.

في اعتذارها لكولمان، كشفت: «بسبب صدمتي وألم الماضي، كنت عمياء ومنعزلة عن تلقيه (الحب غير المشروط) وتقديمه».

الصدمة التي أشارت إليها كانت قد استفاضت بالتحدث عنها عام 2023 عندما قالت في شريط فيديو مصور: «عدم وجود رابط بيني وبين والدتي البيولوجية خلال مرحلة تقدمي في السن. أعتقد أن هذا ما أثر بي».

وأردفت: «كان من المفترض أن تكون عالمي، والآن بعدما غابت، كنت أسأل نفسي بشكل مستمر: لماذا أنا هنا؟ لقد أوصلني هذا إلى مكان مظلم».

واستطردت قائلة: «عندما كنت في السنة الثالثة من المدرسة الثانوية، حاولت الانتحار».

في حين أن توماس ودودة ودائمة الابتسامة، تبدو ريتشاردسون سريعة الانفعال وتغضب بسرعة، ولا تتخلى عن ضغائنها بسهولة.

كان هذا هو الحال في انفصالها المرير عن صديقتها الجامايكية جانيك براون (100م حواجز)، والتي تورطت معها في دعوى مريرة ودعوى مضادة بالإساءة النفسية والجسدية واللفظية.

قالت براون إن إعلان ريتشاردسون عن علاقتها كان «خبيثاً ومدروساً».

اختلفت الأمور عما كانت عليه خلال الأوقات الجميلة التي أسعدت فيها ريتشاردسون صديقتها براون بارتدائها ألوان مجتمع الميم بعد فوزها في سباق 100م في التجارب الأميركية عام 2021.

رغم ذلك، يؤمن كُثر بريتشاردسون ويعبرون عن إعجابهم بها لتحدثها بصراحة عن مشاعرها.

أحدهم هو أسطورة ألعاب القوى مواطنها مايكل جونسون (57 عاماً).

قال لصحيفة الـ «تايمز» العام الماضي: «ما يميّز شاكاري هو هدفها وموهبتها وشخصيتها التي تجعل مشاهدتها مثيرة للاهتمام للغاية».

وأضاف: «هي حاضرة، وقد تكون مزعجة، لكنها في الوقت نفسه ساحرة للغاية. إنها انعكاس لتوجه المجتمع. نحن نتوق إلى الأصالة ولم نعد نريد الزيف».