تكرر في الآونة الأخيرة ضبط وإتلاف كميات من الدجاج غير الصالحة للاستهلاك الآدمي في أسواق قطاع غزة، والتي كان آخرها قبل يومين، بضبط كمية من الدجاج اللاحم المريض في سوق النصيرات وسط القطاع.
الدجاج المذكور في الغالب لا يباع في محلات معروفة، أو لدى مذابح مرخصة ومتابعة من قبل جهات الاختصاص، بل يتم في الغالب وضعه في أقفاص بلاستيكية، وعرضه في أسواق شعبية، أو على عربات كارو، ويمكن لأي شخص ملاحظة علامات المرض والإعياء الشديدين عليه، وحتى مشاهدة كميات نافقة بجانب الأقفاص.
المواطن إبراهيم حمد، أكد أنه شاهد أكثر من مرة هذا النوع من الدجاج، ويبدو أن رخص أسعاره يجذب المواطنين الفقراء لشرائه، دون أن يدركوا حجم المخاطر المترتبة على أكله، كون أن معظمه يحوي على متبقيات لمضادات حيوية وأدوية بيطرية لم تنته فترة الأمان الخاصة بها، كما أن حجمه صغير ولم يصل لمرحلة النضج بعد.
وطالب حمد وغيره من المواطنين بمنع هذه الظاهرة، ووقف بيع هذا الدجاج، وتكثيف الرقابة على الأسواق، ومعاقبة الباعة والمربين المخالفين.
بينما أكد المواطن محمود عرفات أن سعر الدجاج المذكور جذبه، إذ اشترى ثلاث دجاجات قبل أسبوعين مقابل 20 شيكلاً، بتراوح وزن الواحدة منها ما بين 1-1,3 كيلو، لكن بعد ذبحها لاحظ أن مذاقها يختلف عن الدجاج الآخر "السليم".
وأشار إلى أن فارق السعر الواضح ما بين الدجاج السليم الذي يباع في المحال التجارية، والدجاج الذي يباع على عربات الكارو أثار شكوكه، لذلك قرر التوقف عن شراء الأخير، ونصح كل من يعرفه بعدم شرائه، وهو بات أكثر حرصاً عند الشراء، وبتفقد جسم الدجاجة جيداً، ويستبعد أي واحدة عليها علامات مرضية، أو آثار حقن.
بينما يقول أحد الباعة: إن الدجاج الصغير المعروض في الأسواق بعضه سليم، والبعض الآخر مريض، ففي كل مزرعة يتبقى دجاج صغير لا ينمو كما باقي الدجاج، ويسمى بلغة المزارعين "بندوقاً"، أو دجاجاً به تشوهات خلقية في الأرجل، وهذا يرفض التجار شراءه، ما يدفع مالك المزرعة لبيعه لباعة متجولين، وهو بطبيعته دجاج سليم، صالح للأكل، لكن وزنه خفيف.
وأشار البائع المذكور ورفض ذكر اسمه، إلى أن هناك بعض الباعة يبيعون دجاجاً مريضاً، بحيث تكون المزرعة أصيبت بمرض ما، واستنفذ مالكها كل طرق العلاج، وارتفعت لديه نسبة النفوق، ما يدفعه لبيعه في محاولة لتقليل الخسائر، وهذا يتطلب رقابة من جهات الاختصاص.
وأكد أن المواطن العادي يمكنه التمييز بسهولة بين الدجاج السليم والمريض، من خلال شكل الدجاجة، ونشاطها في القفص، فالمريضة تكون في حالة خمول وانعدام الحركة، وبعضها تكون مغمضة العينين، وأجسادها تميل للون الأزرق، بعكس السليمة، تكون نشيطة ويكون لون جلدها أحمر فاتحاً.
وكان قسم الصحة والبيئة في بلدية النصيرات، بالتعاون مع شرطة البلديات، ووزارة الصحة، ومباحث التموين، ضبطت وأتلفت كمية من الدجاج الحي، الذي تظهر عليه أعراض المرض، كما تم إصدار إجراءات عقابية بحق بائعه، لمخالفته شروط الصحة العامة.
وسبق حادثة الضبط المذكورة، أكثر من عملية ضبط وإتلاف لدواجن مماثلة في أسواق القطاع.
الايام