نشر بتاريخ: 2025/07/13 ( آخر تحديث: 2025/07/13 الساعة: 23:45 )
المحامي علي أبو حبلة

بعد الحرب: خطة شاملة لإعادة توحيد الجغرافيا الفلسطينية والشروع بالمسار السياسي لإنهاء الاحتلال

نشر بتاريخ: 2025/07/13 (آخر تحديث: 2025/07/13 الساعة: 23:45)

الكوفية في ظل الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وتصاعد إجراءات الاستيطان والتهويد والاعتداءات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، بات واضحًا أن استمرار إدارة الصراع بدلًا من حله لن يؤدي إلا إلى انفجارات أشد خطورة تهدد الأمن الإقليمي والدولي برمته.

إن أي حديث عن إعادة إعمار غزة أو التهدئة المؤقتة دون إطار سياسي شامل يعالج جذور الصراع ويوحد الجغرافيا الفلسطينية سيكون مضيعة للوقت وتكرارًا لدورات العنف السابقة.

المرحلة الأولى: وقف الحرب ورفع الحصار فورًا

إن الأولوية العاجلة تتمثل في:

وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية بشكل فوري وغير مشروط.

رفع الحصار الشامل عن قطاع غزة، ووقف جميع الإجراءات العقابية المفروضة على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، بما في ذلك قيود الحركة وهدم المنازل ومصادرة الأراضي.

تأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني تحت إشراف الأمم المتحدة، لضمان وقف اعتداءات المستوطنين وعمليات التهجير القسري.

المرحلة الثانية: إطلاق مسار سياسي شامل ومتزامن مع إعادة ترتيب البيت الفلسطيني

لا يمكن الفصل بين إعادة إعمار غزة والمسار السياسي لإنهاء الاحتلال. إننا بحاجة إلى خطة شاملة ترتكز على المحاور التالية:

1. توحيد الجغرافيا الفلسطينية سياسيًا وإداريًا:

رفض أي محاولة لفصل غزة عن الضفة الغربية والقدس باعتبارها وحدة سياسية وجغرافية واحدة.

تشكيل حكومة إنقاذ وطني فلسطينية انتقالية تضم جميع القوى والفصائل الفلسطينية، تتولى الإشراف على إدارة شؤون الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس، وتعمل على إعادة توحيد المؤسسات والوزارات والأجهزة الأمنية.

2. جدول سياسي زمني واضح:

مرحلة انتقالية محددة بسقف زمني لا يتجاوز 18 شهرًا، تتولى خلالها حكومة الإنقاذ الوطني:

إدارة شؤون المواطنين في غزة والضفة الغربية والقدس.

التحضير لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، لضمان تمثيل ديمقراطي وشامل للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

وضع خطة متكاملة لإعادة بناء غزة وتأهيل اقتصاد الضفة الغربية، بمشاركة عربية ودولية.

3. ضمانات دولية وعربية:

إشراف الأمم المتحدة والجامعة العربية على تنفيذ هذه الخطة، مع توفير دعم سياسي واقتصادي لضمان نجاحها.

إلزام إسرائيل بوقف جميع إجراءاتها أحادية الجانب (الاستيطان، التهويد، التهجير) خلال المرحلة الانتقالية.

المرحلة الثالثة: نحو الدولة الفلسطينية المستقلة

ينبغي أن تتوج هذه الجهود بـ إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 181 و242 و338، بما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل ودائم.

رسالة إلى المجتمع الدولي

إن إعادة إعمار غزة دون معالجة سياسية شاملة لن تضمن إلا هدنة مؤقتة تعيد إنتاج الأزمة لاحقًا. المطلوب اليوم هو تحرك دولي جاد لإطلاق خطة متكاملة تدمج بين:

- وقف الحرب والحصار

-إعادة بناء غزة وتثبيت وحدة الجغرافيا الفلسطينية

- مسار سياسي ينهي الاحتلال ويضمن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني

إن السلام العادل والشامل، وليس الحلول الجزئية أو المؤقتة، هو الطريق الوحيد لنزع فتيل الأزمات والصراعات في الشرق الأوسط وضمان استقرار دائم للأجيال القادمة