نشر بتاريخ: 2025/11/02 ( آخر تحديث: 2025/11/02 الساعة: 10:05 )

108 أعوام على وعد بلفور المشؤوم... البداية التي لم تنتهِ

نشر بتاريخ: 2025/11/02 (آخر تحديث: 2025/11/02 الساعة: 10:05)

الكوفية تحلّ اليوم، الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، الذكرى الـ108 لوعد بلفور المشؤوم، الذي مثّل لحظة سوداء في التاريخ الفلسطيني، وفتح الطريق أمام قيام المشروع الصهيوني على أرض فلسطين. أكثر من قرن مضى، ولا يزال الفلسطينيون يعانون من تداعيات هذا الوعد الذي منح من لا يملك، أرض من لا يستحق.

نص وعد بلفور

في مثل هذا اليوم من عام 1917، وجّه وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور رسالة إلى اللورد ليونيل روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية في بريطانيا، جاء فيها:

وزارة الخارجية البريطانية 

الثاني من نوفمبر 1917

عزيزي اللورد روتشيلد،

يسرني جدًا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته التصريح التالي الذي ينص على تعاطفها مع أماني اليهود الصهيونية، وقد عرض هذا التصريح على الوزارة وأقرّته:

إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذا الهدف، على أن يُفهم جليًا أنه لن يُؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا من الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر.

أكون ممتنًا لو تفضلتم بإبلاغ هذا التصريح إلى الاتحاد الصهيوني.

المخلص لكم آرثر جيمس بلفور

من رسالة إلى نكبة

لم يكن وعد بلفور مجرد تصريح سياسي، بل كان جريمة استيطانية مكتملة الأركان، إذ منحت بريطانيا أرض فلسطين – التي لم تكن تملكها – للحركة الصهيونية، متجاهلة وجود أصحابها الأصليين من العرب الفلسطينيين الذين كانوا يشكلون الغالبية الساحقة من السكان.

وبعد عام 1917، ترجمت بريطانيا هذا الوعد إلى سياسات استيطانية ممنهجة خلال فترة انتدابها على فلسطين، فسهّلت الهجرة اليهودية، وسلّحت العصابات الصهيونية، ومهّدت الطريق لإقامة الكيان الإسرائيلي عام 1948، على أنقاض أكثر من 500 قرية ومدينة فلسطينية تم تهجير سكانها قسرًا.

نتائج مستمرة حتى اليوم

يُجمع المؤرخون على أن وعد بلفور كان الشرارة الأولى لنكبة الشعب الفلسطيني، إذ تسبب في:

تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني عام 1948.

تحويل فلسطين التاريخية إلى كيان استيطاني استيطاني.

استمرار الحروب والاحتلال والتهجير حتى اليوم.

انتهاك متواصل لحقوق الإنسان الفلسطيني في كل مكان.

ورغم مرور 108 أعوام، لا تزال آثار هذا الوعد الكارثي حاضرة في كل تفاصيل الواقع الفلسطيني، من الحصار والاعتداءات اليومية في غزة، إلى الاستيطان والتهويد في القدس والضفة الغربية.

دعوات لمحاسبة بريطانيا

في الذكرى الـ108، جدّدت الفصائل الفلسطينية والهيئات الوطنية مطالبتها لبريطانيا بالاعتذار الرسمي عن وعد بلفور، وتحمل مسؤولياتها التاريخية والسياسية تجاه ما ترتب عليه من معاناة للشعب الفلسطيني.

كما دعا نشطاء وحقوقيون بريطانيون وأوروبيون حكومتهم إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، بوصفه خطوة ضرورية لتصحيح خطأ تاريخي عمره أكثر من قرن.

وصمة عار لا تُمحى

يبقى وعد بلفور في نظر الفلسطينيين والعرب وصمة عار في جبين التاريخ البريطاني، ووثيقة استيطانية غيّرت وجه المنطقة بأكملها.

108 أعوام مرت، وما زال الفلسطينيون يقاومون تداعيات هذا الوعد، متمسكين بحقهم في العودة والحرية والاستقلال، مؤكدين أن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن فلسطين ستبقى أرضًا عربية مهما طال الزمن.