الكوفية أكد أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم الجمعة، أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تواصل خوض معركة استنزاف طويلة ضد جيش الاحتلال، بعد أربعة أشهر على نقض الاحتلال للاتفاق الموقع في يناير الماضي.

وقال أبو عبيدة في كلمة مسجلة، "مضت أربعة أشهر على استئناف العدو عدوانه بعد أن غدر ونقض العهود وانقلب على الاتفاق المبرم مع المقاومة"، مضيفًا أن الاحتلال "عاد ليبحث عن نصره المزعوم ويكمل ساديته ضد المدنيين والأطفال ويمارس هواية التدمير الممنهج للأحياء والمدن".

وأشار إلى أن المقاومة "أوقعت خلال الأشهر الماضية مئات الجنود بين قتلى وجرحى، إضافة إلى آلاف المصابين بأمراض نفسية وصدمات عصبية جراء الهزائم الميدانية"، مؤكدًا أن مقاتلي القسام "يفاجئون العدو بتكتيكات وأساليب جديدة، بعد أن استخلصوا العبر من أطول مواجهة في تاريخ شعبنا".

وكشف أبو عبيدة أن المقاومة "حاولت خلال الأسابيع الأخيرة تنفيذ عدة عمليات أسر للجنود"، مؤكدًا أن "مقاومة غزة باتت أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر".

وقال إن "المقاومة في جهوزية تامة لمواصلة المعركة مهما كانت طبيعة العدوان وخطط الاحتلال"، مشددًا على أن الميدان لا يزال مفتوحًا أمام مفاجآت قادمة".

وأشار أبو عبيدة إلى أن استراتيجية قيادة القسام بهذه المرحلة هي إيقاع مقتلة بالعدو وتنفيذ عمليات نوعية والسعي لأسر جنود.

وقال إنه "إذا اختارت حكومة الاحتلال استمرار حرب الإبادة فهي تقرر استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط".

وفيما يخص مفاوضات وقف إطلاق النار، عبر أبو عبيدة، عن دعمه بقوة موقف الوفد التفاوضي للمقاومة الفلسطينية في المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال.

وقال "أكدنا مرارًا خلال الأشهر الأخيرة عقد صفقة شاملة تسلم فيها كل أسرى العدو دفعة واحدة، لكن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزراؤه رفضوا ما عرضناه وتبين لنا أنهم ليسوا معنيين بالأسرى كونهم من الجنود".

وحذّر أبو عبيدة من أن تعنت الاحتلال في هذه الجولة من المفاوضات سيقوّض فرص التوصل إلى اتفاق، وقال: "إذا تعنّت العدو وتنصّل من هذه الجولة كما فعل في كل مرة، فإننا لا نضمن العودة مجددًا بصيغة الصفقات الجزئية، ولا لمقترح الأسرى العشرة".

وشدّد على أن المقاومة متمسكة بحقوق شعبها، وعلى رأسها وقف العدوان، وانسحاب قوات الاحتلال، وإغاثة المنكوبين في قطاع غزة.