ماذا بعد تصريح ويتكوف بخصوص مفاوضات غزة

محسن أبو رمضان
ماذا بعد تصريح ويتكوف بخصوص مفاوضات غزة
كانت تصريحات المبعوث الامريكي لمنطقة الشرق الأوسط ويتكوف بخصوص مفاوضات الهدنة والتي تجري بالدوحة صادمة علي المستوي الشكلي خاصة انها لم تتوافق مع التصريحات المتفائلة المتكررة التي كان يطلقها الرئيس ترامب عن قرب التوصل لاتفاق .
ولكن إذا أردنا ان نغوص اكثر بصدد هذا التصريح نجد ان التفاؤل الذي ادي للصدمة لدي العديد من المراقبين لم يكن هناك ما يبررة .
لقد حمل ويتكوف المسؤولية لحماس وهذا كان متوقعا في افشال المباحثات واعتبرها أنانية وغير متسقة وان اميركا ستبحث عن خيارات بديلة لاستعادة الرهائن .
لقد جاءت تصريحات ويتكوف بصورة اكثر تطرفا من تصريحات نتياهو الذي قرر سحب الوفد الإسرائيلي ولكنة ابقي علي خيار استمرار المفاوضات .
الا ان تصريحات ويتكوف ادت الي زيادة عبارات التطرف لدي نتياهو حيث أعلن بعد ذلك ان إسرائيل ليست ضعيفة ولن توافق علي مطالب حماس وانها مصممة علي تحقيق أهدافها التي يكررها منذ بداية العدوان البربري علي قطاع غزة في أكتوبر 2023.
ان المتتبع لمسار العدوان يجد ان الإدارة الامريكية هي شريك مع دولة الاحتلال بارتكاب جرائم الحرب ومخططات الابادة الجماعية والتطهير العرقي.
الإدارة الامريكية السابقة وبصورة اكبر الراهنة تدعم دولة الاحتلال بالمال والسلاح والقنيات الأمنية والاستخبارية وتحميها بالمحافل الدولية بل تهدد قضاة محكتي العدل والجنايات الدوليتين اذا ما استمروا بادانة الاحتلال ومقاضاة قادتة وتعمل علي افشال اي جهد دولي يقضي بحل الدوليتين او الاعتراف بالدولة الفلسطينية .
ان تصريح ويتكوف والذي تبعة تصريح نتياهو يعكس حالة التواطؤ والشراكة الكاملة بين اميركا وإسرائيل بالعدوان علي الشعب الفلسطيني.
ويشار هنا ان التكتيكات السياسية ذات طبيعة منسقة أيضا حيث تقوم الإدارة الامريكية بالتغطية والتبرير علي ممارسات الاحتلال بل تشترك معها ايضا بحرب التجويع كما يتضح من نموذج مؤسسة غزة الوحشية وليست الإنسانية.
يرمي تصريح ويتكوف لإعطاء حكومة الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار بالعدوان علي الشعب الفلسطيني وصولا لانشاء غيتو رفح الجماعي الذي يمهد للتهجير القسري .
لو أرادت الإدارة الامريكية انهاء ملف قطاع غزة لقامت بالتحضير لصفقة شاملة تقضي بتحقيق عملية تبادل وانسحاب جيش الاحتلال والبدء بعملية اعادة اعمار في إطار إدارة من هيئة مهنية فنية وفق الخطة المصرية العربية.
ما قدمتة حماس من تعديلات لا تستدعي مثل هكذا ردود من الأفعال العدوانية من قبل ويتكوف ونتياهو .
ان عدم اعطاء الرئيس الامريكي ضمانات لوقف الحرب بعد انتهاء مدة الهدنة المحددة بالستين يوما يفضح نوايا كل من اميركا وإسرائيل بانهم يريدوا استعادة المحتجزين الاسرائيلين فقط ويستكمل جيش الاحتلال بعد ذلك العدوان علي الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ان المراقب المتعمق بمشهد المفاوضات والصراع يجد ان الفجوة واسعة بين المقاومة وباقي مكونات الشعب الفلسطيني من جهة وبين الموقف الامريكي والاسرائيلي من جهة اخري..
الشعب الفلسطيني يريد هدنة تتم بها عملية تبادل اسري وانسحاب جيش الاحتلال والشروع في عملية اعادة الاعمار اما الاحتلال واميركا فهم يريدوا استعادة المحتجزين فقط علي ان يستكملوا عملية الابادة الجماعية علي طريق تهجير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واستكمال ذلك بالضفة الغربية تنفيذا لمقولة فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض.
أمام حالة الاستعصاء وفي ظل المأساة الإنسانية التي يعيشها شعبنا بالقطاع واخطرها حرب التجويع الوحشية فلابد من التفكير باليات جديدة تعمل علي قلب معادلة المفاوضات القائمة التي تستغلها إسرائيل لكسب الوقت وفرض الوقائع على الارض.
لا بد من الشروع فورا بتشكيل وفد موحد للمفاوضات تحت لواء م.ت.ف أسوة بحرب عام 2014 وكذلك استخدام أوراق القوة العربية عبر الجامعة العربية بكل مكوناتها بهدف تعديل موازين القوي التفاوضية والذهاب الي الرئيس ترامب بوصفة رجل صفقات ومقاولات بمعادلة الاستثمار والمصالح الامريكية مقابل وقف الدمار والمجزرة المستمرة في قطاع غزة بل اكثر من ذلك مقابل الاعتراف بدولة فلسطين.