نشر بتاريخ: 2025/09/08 ( آخر تحديث: 2025/09/08 الساعة: 13:20 )
جون مصلح

أفراح تحت النار ..و زواج في قلب الدمار ..

نشر بتاريخ: 2025/09/08 (آخر تحديث: 2025/09/08 الساعة: 13:20)

الكوفية بين جدران خيمة ممزقة وسط أصوات الانفجارات ورائحة الغبار ..يقف شاب يرتدي قميصه المستعمل والعروس بجانبها طرحة استعارتها من جارتها. لا موسيقى.. لا كوشة مزينة.. لا وليمة … كل ما في المكان هو ضوء مصباح صغير يصدح في الظلام وزغاريد باصوات مختنقه مترددة تخترق صمت الرعب.

لكن هناك فرح.

فرح أقوى من كل القذائف فرح يصرخ في وجه الموت نحن باقون. نحب .ونعيش. نتزوج وننجب..

في هذه اللحظات العرس ليس مجرد مراسم زواج. إنه إعلان تحدٍّ، فعل مقاومة هادئ يثبت أن الحرب لا تستطيع أن تسلب الإنسانية. ولا توقف استمراريه الحياه..

كل ضحكة. كل دمعة فرح. كل نظرة بين العريس والعروس هي شهادة على أن الحياة تصمد حتى في أصعب الظروف..

لا شقه ستأويهم لا غرف نوم ولا مقاعد كنبيه .انها فقط مجرد خيمه مهترئه وفراش مستعمل وبعض الاوانى المحترقه ..

الأمهات يجهزن ما تيسر من طعام أحيانًا مجرد خبز وقليل من العدس للعائله والعروسين..والأطفال يزينون المكان بما وجدوه من زهور يابسة أو قطع قماش اخرجوها من بين الركام . الجيران يشاركون بابتسامة خجولة رغم الجوع والخوف والموت. وكل لمسة بسيطة تتحول إلى رمز للثبات والإصرار على البقاء.

وسط الخراب .يولد الحب. وسط الصمت الثقيل

تُطلق الزغاريد.

هنا في غزة. حتى في أحلك اللحظات يثبت الناس أن الحياة أسمى من كل رصاص وأن الأمل لا يُقهر. واننا هنا متجذرون...