قواعد اللعبة تغيرت... العملية في الدوحة أعلنت رسميا عن نهاية المفاوضات

فراس ياغي
قواعد اللعبة تغيرت... العملية في الدوحة أعلنت رسميا عن نهاية المفاوضات
الكوفية يتضح اليوم مرة اخرى مدى تورط الامريكي ليس فقط في الدعم التام العسكري والامني والدبلوماسي والسياسي، وإنما حتى في ان يكون جزء من التضليل والخداع، ويبدو أن مبادرة الرئيس ترامب والحديث عن مبادرة امريكية ليست سوى جزء من خطة الإغتيال، بحيث تستدعي هذه الخطة جمع قيادة حماس لمناقشتها وبالتالي العمل على تسهيل عملية استهدافهم بشكل جماعي...اي توجيه ضربة قاضية لقيادة حماس كما حدث مع الحكومة اليمنية، وليخرج بعدها الرئيس ترامب ليقول "انا قلت بأن القادم سيء للغاية اذا لم توافق حماس على مقترحاتي"، وايضا ليخرج نتنياهو ويعلن انه نجح في تصفية كل قيادات "الإرهاب" في غزة، وان لا احد محصن ومهما كانت طبيعة الدولة التي يتواجد فيها، وهنا سيغطي على دوره في فضيحة "قطر غيت"، أي انه يوجه ضربة للدولة التي دعمته ماليا في الانتخابات ونسقت معه كل توجهاته الإستراتيجية في الحفاظ على الإنقسام عبر شنطة الاموال القطرية
بعد السابع من تشرين / اكتوبر، قلنا لا احد محصن وكل التقديرات الأمنية والعسكرية والسياسية ما قبل ذلك لا تصلح مطلقا لما بعده...إسرائيل تبحث عن شرق اوسط اسرائيلي وهذا لا يكون بدون القضاء على كل محور المقاومة واول ذلك كان إسقاط سوريا الدولة...حتى الآن المخطط الإسرائيلي بدعم امريكي غير محدود ودعم بريطاني امني واستخباري ودعم الماني امني واستخباري وعسكري، ودعم كامل من قيادة "السينتكوم"، يسير في إتجاه فرض السيطرة على المنطقة ككل
صحيح ان الخيارات محدودة، وأمام كل حركات المقاومة امرين، إما الإستسلام وبالتالي تحقيق نصر نتنياهو المطلق، واما استمرار المقاومة وبالتالي استمرار الحرب واحتلال كل قطاع غزة
صحيح أن عملية الإغتيال فشلت، ولكن دلالاتها تؤكد ان رأس الحية هو الامريكي، وأن الوثوق بالسياسة الأمريكية وتوجهاتها في المنطقة يعني تنفيذ المخططات الإسرائيلية، وان امريكا لا تنظر للدول العربية سوى انها تابعة ولا إعتبار لها وانها لا تصل الى درجة الحليف الإسرائيلي، لكن هذا ليس مستغربا، الغريب ان النظام الرسمي العربي يقبل على نفسه ذلك
المهم ان يفهم القاصي والداني أن خيار المقاومة أصبح لا بديل عنه، ومواجهة المخططات تتطلب التوحد فلسطينا قبل كل شيء
كسرت قواعد اللعبة منذ بدء الطوفان...المشكلة أن الكثير من القيادات لم تخرج من صندوق التقديرات التي وضعت نفسها فيه ما قبل الطوفان
القضية واضحة...لا إعتبار الا للحليف الاسرائيلي وكل شيء له مباح، والباقي سيكون تحت الجناح الإسرائيلي بإرادة امريكية...يسمونه السلام بالقوة