نشر بتاريخ: 2025/09/21 ( آخر تحديث: 2025/09/21 الساعة: 09:42 )
محسن أبو رمضان

الذكري الثامنة عشر لوفاة القائد الوطني الكبير د.حيدر عبد الشافي

نشر بتاريخ: 2025/09/21 (آخر تحديث: 2025/09/21 الساعة: 09:42)

الكوفية تأتي الذكري الثامنة عشر لوفاة القائد الوطني الكبير د.حيدر عبد الشافي في ظروف صعبة يمر بها شعبنا وتعتبر تحديا وجوديا ومصيريا له.

يقوم الاحتلال منذ حوالي عامين بممارسة الابادة الجماعية بحق شعبنا بقطاع غزة تمهيدا لتنفيذ عمليات من التطهير العرقي كما يسرع الخطي باتجاه تنفيذ الضم والتهويد بالضفة الغربية.

تحاول حكومة الاحتلال اليمينية والفاشية تنفيذ خطة الحسم عبر اقتلاع الشعب الفلسطيني وتخفيف الكتلة الديموغرافية بل وتهجيره وزرع المستوطنين الصهاينة الجدد على انقاضه.

في ظل هذه التحديات الوجودية التي يتعرض لها شعبنا يستمر الانقسام وتغيب فرص تحقيق الوحدة الوطنية التي كانت المبدأ الأهم للدكتور حيدر خلال سني حياته.

ونحن نحيي ذكري وفات نستذكر القيم والمفاهيم التي كان يرددها فالي جانب الوحدة الوطنية كان يؤكد على الأخلاق والنظام الي جانب الشفافية والعدالة والانحياز للفقراء والمهمشين.

لقد اشتهر الراحل الكبير بانة طبيب الفقراء وكان يتميز بالنزاهة والاستقامة ونظافة اليد.

كان يؤمن بأهمية الثقافة والتعليم ووضع الإنسان المناسب بالمكان المناسب وتفعيل المبدأ الديمقراطي بالنظام السياسي وبالحياة الاجتماعية عبر التربية على هذه القيمة داخل الاسرة والمدرسة والمؤسسة وذلك في سياق منظومة سياسية واجتماعية تستند الي مبدأ حقوق الإنسان وسيادة القانون.

لقد كان مؤمنا بالعمل الجماعي والتشاركي داخل المجتمع الفلسطيني وذلك بعيدا عن آليات العنف والاقصاء وعبر مشاركة الجميع في صناعة القرار.

كان يؤمن بكافة أشكال النضال بوصفها أشكال مشروعة في مواجهة الاحتلال ولكنة كان مقتنعا بالشكل الجماهيري بوصفة الشكل الأكثر قدرة على تحقيق الهدف وكذلك علي دمج الجماهير بالعمل الكفاحي الي جانب قدرته على تحييد آلة الاحتلال الحربية المتوحشة الي جانب قدرته علي كسب معركة الرأي العام وليس ادل علي ذلك من تجربة الانتفاضة الشعبية الكبرى التي لعب دورا قياديا بها.

كان يؤمن بدور منظمات المجتمع المدني في تعزيز الصمود ولقد ساهم بإنشاء وقيادة العديد من هذه المؤسسات مؤكدا على أهمية أن تعطي النموذج بالعمل الديمقراطي وبالشفافية والعدالة الاجتماعية.

كان يحذر من النزعات الذاتية والعائلية والجهوية مؤكدا على قيمة المواطنة المتساوية والمتكافئة ومشددا على مبدأ العمل الطوعي والاجتماعي في سبيل المصلحة العامة.

إن إحياءنا لهذه الذكري يفرض علينا التزاما بالسير على قيمة ومبادئه ونقلها للأجيال القادمة التي كان يؤمن بدورها الريادي بالعمل الاجتماعي والحقوقي والوطني.