نشر بتاريخ: 2025/09/22 ( آخر تحديث: 2025/09/22 الساعة: 12:04 )
جون مصلح

المشهد المتشابك.. ومصير الحرب في غزة..

نشر بتاريخ: 2025/09/22 (آخر تحديث: 2025/09/22 الساعة: 12:04)

الكوفية الأيام الأخيرة حملت رسائل عميقة على أكثر من خط وكأنها تعيد رسم خريطة الميدان والسياسة معا ..

مصر – سيناء خط أحمر

القاهرة عززت وجود جيشها في سيناء في رسالة مباشرة بأن ملف التهجير مرفوض بالكامل. و بقاء سيناء مغلقة يعني أن الحرب ستبقى حبيسة جغرافيا غزة وتجبر إسرائيل على مواجهة مأزقها بدل تصديره.

الإمارات والسعودية – إنذار للتطبيع

الرياض وأبوظبي بعثتا رسائل واضحة بأن استمرار العدوان أو ضم الضفة لن يمر دون ثمن سياسي وأن مسار التطبيع الذي راهنت عليه إسرائيل قد ينهار. هذا الموقف السعودي تعزز أكثر بعد الاتفاق الاستراتيجي الأخير مع باكستان ما يعطيه بعدًا إقليميًا أوسع ويضاعف من وزنه في أي حسابات إسرائيلية مقبلة.

قطر – عقدة الوساطات

الدوحة ما زالت تمثل خط الوساطة وكل حادثة أو تحرك مرتبط بها يعكس ثقلها في أي صيغة تسوية. وجودها على الطاولة يضمن أن ملف غزة لن يكون مجرد شأن إسرائيلي–أميركي بل قضية عربية–إسلامية ذات بعد إنساني وسياسي واسع.

وما استجد اليوم فالاعتراف الدولي المتزايد بفلسطين واعتراف عشر دول جديدة اليوم يعتبر بمثابة نقلة نوعية تضيف شرعية متزايدة للفلسطينيين وتضغط على الاحتلال سياسيًا وأخلاقيًا. كلما كبرت دائرة الاعتراف، ضاق هامش المناورة أمام إسرائيل وتحوّلت الحرب من معركة عسكرية إلى أزمة دبلوماسية.

والتحرك الأميركي الاخير والمفاجئ حيث دعا

البيت الأبيض قادة عرب ومسلمين إلى قمة مع ترمب في نيويورك لبحث ما بعد الحرب. واشنطن تريد الإمساك بخيوط "اليوم التالي" لكن هذه الدعوة تكشف أن أميركا تخشى فقدان السيطرة على مسار الأحداث وأن الضغط العربي والدولي بدأ يفرض نفسه على جدول البيت الأبيض.

كل هذه التطورات تضع الحرب على غزة أمام مرحلة جديدة لم تعد فيها إسرائيل قادرة على التصعيد بلا حساب. الخيارات أمامها تضيق إما استمرار حرب تحاصرها سياسيا و تستنزفها عسكريًا أو القبول بوقف نار يعكس فشلها في تحقيق أهدافها المعلنة.

والله غالب ...