نشر بتاريخ: 2025/10/11 ( آخر تحديث: 2025/10/11 الساعة: 12:43 )
ميشال جبور

عم "السلام" في غزة... بعد أن سقط كل شيء

نشر بتاريخ: 2025/10/11 (آخر تحديث: 2025/10/11 الساعة: 12:43)

الكوفية نعم، لقد حلّ "السلام"...

السلام الذي جاء على أنقاض مدينة دُمّرت، وعلى جماجم سبعين ألف شهيد، وعلى أجساد مئتي ألف مفقود، وآلاف الجرحى والمصابين.

السلام الذي جاء بعد أن فقدت غزة أطفالها، ونساءها، وشيوخها، وبيوتها، وأحلامها.

نعم، عمّ "السلام"... بعد أن تحوّلت غزة إلى نسخة ثالثة من هيروشيما وناغازاكي.

أرضٌ ممسوحة، محروقة، غير قابلة للحياة، لا ماء فيها، لا دواء، لا غذاء، ولا سقف يحمي ساكنيها من قيظ الصيف ولا برد الشتاء.

نعم، جاء "السلام"... بعدما اغتالت آلة القتل الإسرائيلية قادة المقاومة: يحيى السنوار، محمد الضيف، وأبو عبيدة...

وجاء "السلام" بعدما نجا قادةٌ آخرون، يعيشون في فنادق الدوحة الفاخرة وقصورها، بينما شعبهم في الملاجئ والأنقاض.

جاء "السلام"... بعدما صرخ أطفال غزة من الجوع، ومات بعضهم دون أن يعرف طعم الطفولة.

جاء "السلام"... بعد أن بدأ العالم يصحو، وبعدما تعالت أصوات من الشرق والغرب، تُدين مجازر إسرائيل وتتهمها بجرائم حرب.

جاء "السلام"... بعدما شعرت أميركا بخطر تشكّل تضامن إقليمي عربي–شرقي، قد يهدد مصالحها ومصالح حليفتها إسرائيل.

هنيئًا للرئيس الأميركي دونالد ترمب على "سلامه".

سلامٌ بلا عدالة، وبلا كرامة، وبلا وطن.

ميشال جبور