«أزمة في ليفربول بين فيرتز وصلاح»… النجم الألماني يسطع بعد جلوس الفرعوني على مقاعد البدلاء

«أزمة في ليفربول بين فيرتز وصلاح»… النجم الألماني يسطع بعد جلوس الفرعوني على مقاعد البدلاء
متابعات: شهدت مدينة فرانكفورت الألمانية ليلة عودة ليفربول إلى تألقه الأوروبي، ولكن هذه المرة بفضل النجم الألماني الشاب فلوريان فيرتز الذي قدّم أفضل عروضه منذ انتقاله إلى النادي الإنجليزي الصيف الماضي قادماً من باير ليفركوزن مقابل 136 مليون يورو.
ففي المباراة التي انتهت بفوز كبير للفريق الإنجليزي على آينتراخت فرانكفورت (5 - 1)، تمكن فيرتز من صناعة هدفين خلال أربع دقائق فقط، مؤكداً أحقيته بمكان أساسي في تشكيلة المدرب الهولندي آرنه سلوت، الذي فضّل إراحة النجم المصري محمد صلاح، وذلك وفقاً لصحيفة «آس» الإسبانية.
وكان من اللافت أن الانطلاقة الحقيقية لفيرتز جاءت في بلده الأم، حيث بدأ مسيرته وصعد إلى قمة نجومية الكرة الأوروبية. وعلى الرغم من بداية غير موفقة، إذ تسبب بخطأ نتج عنه الهدف الأول للفريق الألماني، فإن اللاعب الشاب سرعان ما استعاد توازنه ليفرض نفسه نجماً فوق العادة.
وسائل الإعلام البريطانية والإسبانية أجمعت على أن المباراة كانت «ليلة فيرتز». فقد منحه موقع «ليفربول إي سي إتش أو» تقييماً بلغ 9 من 10، مشيداً بتأثيره في السيطرة على إيقاع اللعب «من الجهة اليمنى التي اعتاد صلاح احتكارها»، بينما كتبت صحيفة «ميرور» أن «النجم الألماني أثبت أنه قادر على صناعة الفارق».
تجلّى الفارق الأكبر بين فيرتز وصلاح في طريقة تحرك الأول على الجهة اليمنى بحرية كاملة، حيث سمح له سلوت بالتحرك نحو العمق عندما يستحوذ الفريق على الكرة، مما منحه تأثيراً أكبر في بناء الهجمات. ووفق تحليل صحيفة «The Athletic»، فقد «أصاب سلوت حين قرر استبعاد اللاعب المصري البالغ من العمر 33 عاماً، إذ ازدهر هجوم ليفربول بفضل هذا التغيير».
وكان صلاح قد تعرّض في الأسابيع الأخيرة لانتقادات واسعة بسبب تراجع مستواه، إذ لم يسجّل أي هدف منذ الجولة الأولى من مرحلة المجموعات الأوروبية أمام أتلتيكو مدريد قبل أكثر من شهر. وبحسب أرقامه هذا الموسم (2025 - 2026)، فقد اكتفى بثلاثة أهداف وثلاث تمريرات حاسمة في 12 مباراة... أرقام لا تليق بمهاجم يحمل لقب الهداف التاريخي للفريق في العصر الحديث.
وقبل أيام، كان المدافع السابق جيمي كاراغر قد دعا صراحةً إلى «إراحة صلاح»، قائلاً إن «الوقت قد حان لئلا يبدأ كل مباراة أساسياً». ويبدو أن سلوت أخذ بنصيحته، فجاء رد فيرتس في الملعب بأداء مذهل فتح الباب أمام جدل جديد حول مستقبل النجم المصري في التشكيلة الأساسية.
وعقب المباراة، قال فيرتز: «أعرف أن بإمكاني تقديم المزيد. الشوط الثاني كان رائعاً، وأنا سعيد لأنني ساهمت أخيراً في صناعة الأهداف. ما يهمّ هو أننا قدّمنا مباراة جماعية ممتازة». اللاعب الشاب الذي يُعدّ ثالث أكثر من صنع فرصاً في دوري الأبطال حتى الآن بعد كيليان مبابي وأردا غولر (11 فرصة) بدا أكثر نضجاً وثقة من أي وقت مضى.
ولم يكن فيرتز وحده نجم الليلة في ملعب «دويتشه بنك بارك»، إذ قدّم المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتي أداءً مميزاً وسجّل هدفاً بالرأس كان الثالث لفريقه، منهياً فترة من الانتقادات التي لاحقته منذ بداية الموسم. أما المهاجم السويدي إيزاك، أغلى صفقة في تاريخ الدوري الإنجليزي، فواصل ابتعاده عن مستواه، إذ لم يسجّل أي هدف منذ نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، واضطر إلى مغادرة المباراة مصاباً في الفخذ. وقال سلوت بعد اللقاء: «نأمل ألا تكون إصابة خطيرة، لكنه يحتاج إلى التوازن بعد غياب دام ثلاثة أشهر».
في المقابل، واصل الفرنسي هوغو إكيتيكي تألقه مسجلاً هدفه السادس هذا الموسم، مؤكداً أن الـ95 مليون يورو التي أنفقت لضمه لم تذهب سدى.
مع الأداء اللافت لفيرتز في موقع صلاح، يبدو أن ليفربول يدخل مرحلة جديدة من التحوّل الهجومي تحت قيادة آرنه سلوت، مرحلة عنوانها «الشجاعة في التغيير»... وقد يكون هذا التحوّل بداية لإعادة رسم ملامح هجوم «الريدز» في السنوات المقبلة.