نشر بتاريخ: 2025/11/11 ( آخر تحديث: 2025/11/11 الساعة: 20:08 )

عرفات بعيون القادة... المناضل الذي ألهم الثورات

نشر بتاريخ: 2025/11/11 (آخر تحديث: 2025/11/11 الساعة: 20:08)

الكوفية في مثل هذا اليوم من عام 2004، رحل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، أحد أبرز القادة الذين شكّلوا ملامح النضال الفلسطيني والعربي على مدار النصف الثاني من القرن العشرين، إذ ارتبط اسمه بالنضال من أجل الحرية والاستقلال، وكان صوته حاضرًا في المحافل الدولية مدافعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني، وخلال مسيرته الطويلة، عبّر قادة دوليون وعرب عن تقديرهم لشخصيته ودوره السياسي، مؤكدين أنه مثّل نموذجًا فريدًا في الصمود والإصرار على تحقيق العدالة لشعبه.

إشادات عربية ودولية بمسيرته النضالية

قال محمد دحلان، قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ياسرعرفات الرجل الأسطورة، الرجل الاستثنائي، الرجل الذي نقلنا من المهجر الى أرض المواجهة الحقيقية

قال الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك عن عرفات: "رجل شجاع جسّد آمال شعبه، وكان أحد أبرز دعاة السلام في الشرق الأوسط رغم الصعوبات". وأضاف أن عرفات "ترك بصمة لا تُمحى في التاريخ السياسي الحديث"

أما الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا فاعتبره "مقاتلًا من أجل الحرية، ناضل من أجل قضيته كما ناضل شعبنا ضد التمييز العنصري، وكان صديقًا وفيًا لكل الشعوب الباحثة عن العدالة".

الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، الذي شهد توقيع اتفاقية أوسلو إلى جانبه، قال عنه: "عرفات شخصية معقدة لكنها حقيقية، آمن بسلامٍ صعب المنال وسعى لتحقيقه رغم العوائق".

وفي العالم العربي، عبّر العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال عن تقديره لعرفات بقوله: "عرفات أخٌ ورفيق درب، نختلف ونتفق، لكن يجمعنا هدف واحد هو حرية فلسطين".

صوت الثورات وحركات التحرر

كان الزعيم الكوبي فيدل كاسترو من أكثر القادة الثوريين قربًا من عرفات، إذ قال عنه: "ياسر عرفات صديق كوبا وشعبها، ورمز للنضال ضد الإمبريالية والظلم، وصوت المقاومة في وجه الاحتلال".

أما الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فقد وصفه بـ "قائد الأمة في معركة الشرف، ورمز لفلسطين التي لا تنحني. حمل البندقية بيد وغصن الزيتون بالأخرى، فكان عنوانًا للكرامة العربية".

ومن موسكو، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشخصية عرفات قائلاً: "كان شخصية محورية في الشرق الأوسط، سعى لتحقيق العدالة لشعبه بالحوار والسياسة، وبقي وفيًا لمبادئه حتى النهاية".

إرث خالد وتفاعل مستمر

ورغم مرور أكثر من عقدين على رحيله، ما زال الفلسطينيون يستحضرون في كل عام ذكرى وفاة أبو عمار بمسيرات وفعاليات وطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات الشتات، تعبيرًا عن الوفاء لمسيرته ولرمزية نضاله. وتُرفع صوره في الميادين إلى جانب علم فلسطين، فيما تؤكد الفصائل الفلسطينية أن إرث عرفات سيبقى نبراسًا للأجيال في مواصلة الكفاح من أجل الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

ويبقى ياسر عرفات في الوجدان العربي والعالمي رمزًا للنضال والإصرار، وقائدًا استثنائيًا حمل حلم الحرية إلى المنابر الدولية. وبين كلمات القادة وإحياء الشعوب لذكراه، يظل “أبو عمار” حيًا في ذاكرة الأمة، حاضرًا بقيمه التي تجاوزت حدود فلسطين لتصبح رمزًا عالميًا للكرامة والصمود.

وكما قال محمود درويش ياسر عرفات "يعي بعمق ما أعد لنفسه من مكانة في تاريخ العالم المعاصر وأشرف بنفسه على توفير وجع ضروري للفصل الأخير من أسطورته الحية"