نشر بتاريخ: 2025/10/11 ( آخر تحديث: 2025/10/11 الساعة: 02:37 )

"حماس" و"الجهاد" و"الشعبية": اتفاق وقف الحرب فشل سياسي وأمني لمخططات الاحتلال

نشر بتاريخ: 2025/10/11 (آخر تحديث: 2025/10/11 الساعة: 02:37)

الكوفية أكدت حركتا "حماس" و"الجهاد " والجبهة الشعبية أن ما تم التوصل إليه في المرحلة الأولى من اتفاق وقف وإنهاء حرب الإبادة في قطاع غزة، يمثل فشلا سياسيا وأمنيا لمخططات الاحتلال الإسرائيلي، وكسرا لأهدافه في فرض التهجير والاقتلاع.

وأكدت القوى الثلاث، في بيان صحفي مشترك مساء الجمعة، إن ما تم حتى الآن هو "تحقيق جزئي لإنهاء معاناة شعبنا وتحرير المئات من أسيراتنا وأسرانا الأبطال من سجون الاحتلال، في خطوة تُعبّر عن صلابة المقاومة ووحدة الموقف الوطني وإصرار شعبنا على نيل حريته وكرامته".

وقالت القوى إنّ الوفد الفلسطيني المفاوض وضع نصب عينيه مطالب أبناء شعبه بوقف حرب الإبادة، رغم محاولات الاحتلال الحثيثة لتفجير المسار التفاوضي وتعطيل الاتفاق، ومساعي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإطالة أمد الحرب ووأد أي فرصة لوقف العدوان.

وأضافت أن الوفد المفاوض توصل حتى الآن إلى اتفاق لتطبيق المرحلة الأولى من هذا المسار، والتي تُعدّ خطوة جوهرية نحو الوقف النهائي للحرب وإنهاء العدوان على غزة، وانسحاب الاحتلال، ورفع الحصار.

وأكدت القوى أنها تعاملت "بمقتضى المسؤولية الوطنية العالية"، رغم حجم الانحياز لمصلحة المحتل، "من أجل فتح أفقٍ جديدٍ للحياة في غزة ولشعبنا الصامد المُتجذر فيها".

وأشارت إلى أن المسار التفاوضي وآلية تنفيذ الاتفاق بحاجة إلى يقظةٍ وطنيةٍ عاليةٍ ومتابعةٍ دقيقةٍ على مدار الساعة، لضمان نجاح هذه المرحلة، "وسنواصل العمل بمسؤولية عالية مع الوسطاء لضمان إلزام الاحتلال بما يحمي حقوق شعبنا وينهي معاناته".

وبينت أنها بذلت جهوداً كبيرةً ومضنيةً لإطلاق سراح جميع الأسيرات والأسرى وقيادات الحركة الوطنية الأسيرة، "إلا أن الاحتلال، كعادته، أجهض إطلاق سراح عددٍ كبيرٍ مهم منهم".

وتابعت: "رغم ذلك، آثرنا المضيّ في تنفيذ الاتفاق بما يضمن وقف حرب الإبادة ضدّ شعبنا، ومنع العدو من مواصلة الإبادة الجماعية".

وعاهدت القوى الثلاث أبناء الشعب الفلسطيني وعائلات الأسرى بأن قضية تحريرهم جميعاً "ستبقى على رأس جدول أولوياتنا الوطنية، ولن نتخلى عنهم أبداً"، مباركة للشعب الفلسطيني حرية "هذه الثلة المباركة من أسرانا وابطالنا".

ودعت إلى انتهاز الفرصة لتعزيز التكافل الاجتماعي داخل قطاع غزة، من خلال دعم الأسر المتضررة، وتأمين مقومات الحياة اليومية، وتفعيل أطر التعاون بين الفصائل والمجتمع والمؤسسات المحلية والدولية، "بما يخلق بيئة صامدة وموحدة قادرة على مواجهة كل التحديات".

وجددت القوى دعوتها للشروع في "مسار سياسي وطني موحد" مع جميع القوى والفصائل.

وأشارت إلى أنها تعمل، بالتعاون مع جهود مصرية، على عقد اجتماع وطني شامل عاجل من أجل الخطوة التالية بعد وقف إطلاق النار "لتوحيد الموقف الفلسطيني، وصياغة استراتيجية وطنية شاملة، وإعادة بناء مؤسساتنا الوطنية على أسس الشراكة والمصداقية والشفافية".

وشددت على رفضها القاطع لأي وصاية أجنبية، وأن تحديد شكل إدارة قطاع غزة وأسس عمل مؤسساتها "شأن فلسطيني داخلي يحدده مكونات شعبنا الوطنية بشكل مشترك"، مبدية الاستعداد للاستفادة من مشاركة عربية ودولية في مجالات الإعمار والتعافي ودعم التنمية.

وتوجهت القوى الثلاث في بيانها بالتحية إلى الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، "الذين واجهوا أفظع الجرائم الصهيونية بصمود وثبات أسطوري".

وأكدت أن ثبات المقاومين وكل أبناء الشعب الفلسطيني، من طواقم طبية وإسعاف ودفاع مدني وصحفيين ونازحين وغيرهم، "أفشل مخططات التهجير والاقتلاع، وسجل درساً خالداً في الصمود والتحدي، سيبقى منقوشاً في أنصع صفحات التاريخ الفلسطيني".

وأشادت بالمقاومة "التي وقفت شامخة بين الركام، وصمدت في وجه آلة الاحتلال المدمرة، وكسرت معنويات العدو، وألحقت به خسائر فادحة بعملياتها النوعية"، مؤكدة أن "العدو لم يستطع على مدار عامين وأكثر أن يكسر صمود وإرادة هذه المقاومة، رغم كل ما يمتلكه من أسلحة وآلة حربية ضخمة وفتاكة".

وتقدمت القوى الثلاث بالتحية لجبهات الإسناد في اليمن ولبنان وإيران والعراق، "الذين وقفوا إلى جانب شعبنا ومقاومته وقدموا الشهداء على طريق القدس والأقصى".

كما عبّرت عن تقديرها لجهود الوسطاء في مصر وقطر وتركيا، وكل من ساند هذا المسار، داعية الطرف الأمريكي والوسطاء كافة لمواصلة الضغط لضمان التزام الاحتلال بكافة بنود الاتفاق وعدم الانحراف عنها.

وثمنت الحراك العالمي التضامني الذي وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، رفضا للإبادة، مؤكدة أن تضامن الشعوب الحرة مع فلسطين وغزة "هو رسالة قوية بأن قضية شعبنا قضية سياسية وإنسانية عالمية".

ومساء أمس الخميس، أعلن رئيس حركة "حماس" في غزة ورئيس وفدها المفاوض، خليل الحية، التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدًا أن الاتفاق يمهد لبدء تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال، إلى جانب دخول المساعدات وفتح معبر رفح في الاتجاهين.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الخميس، التوصّل إلى اتفاق شامل بين حركة "حماس" و"إسرائيل"، يقضي بإنهاء الحرب على قطاع غزة بعد أكثر من عامين من العدوان، تمهيدًا لبدء مرحلة جديدة من الهدوء وإعادة الإعمار.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الجمعة، رسميًا دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وتموضع قواته عند خطوط الانسحاب المتفق عليها في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وفجر اليوم، انسحب جيش الاحتلال تدريجيًا من عدة مناطق في قطاع غزة، في خطوة تمهيدية أولى لتطبيق خطة الرئيس الأمريكي ترامب لإنهاء الحرب.