نشر بتاريخ: 2025/10/23 ( آخر تحديث: 2025/10/23 الساعة: 18:42 )

صرخات الولادة تتعالى بين الأنقاض... أين العالم من نساء غزة؟

نشر بتاريخ: 2025/10/23 (آخر تحديث: 2025/10/23 الساعة: 18:42)

الكوفية  

في قطاع غزة المحاصر، تحوّلت الولادة — رمز الحياة — إلى تجربة مليئة بالخوف والألم والمجهول. فوسط الدمار الهائل وانهيار النظام الصحي بالكامل، لم تعد هناك ولادة طبيعية، بل عملية نضال من أجل البقاء في وجه الحرب والموت.

قال نائب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أندرو سابرتون، في تصريح صحفي الخميس: "لا توجد ولادة طبيعية في غزة الآن، فالكثير من النساء لا يستطعن الوصول إلى المستشفيات، والمعدات وسيارات الإسعاف شبه معدومة." وأضاف: "لدينا قصص عن نساء يلدن فعليًا بين الأنقاض أو على جانب الطريق، دون أدنى مقومات الرعاية."

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن 94% من المستشفيات في غزة قد تضررت أو دُمّرت جزئيًا أو كليًا، فيما تشير التقديرات إلى وجود نحو 50 ألف امرأة حامل داخل القطاع، منهن أكثر من 5 آلاف على وشك الولادة خلال هذا الشهر فقط. وتشير الإحصاءات إلى أن حالة حمل من كل ثلاث حالات تُصنَّف عالية الخطورة، وأن 70% من المواليد الجدد خُدّج أو منخفضو الوزن بسبب سوء التغذية وانعدام الرعاية.

في أحد الملاجئ المؤقتة في مدينة غزة، تقول سمر (29 عامًا) وهي تحتضن طفلها حديث الولادة:

"أنجبت طفلي على الأرض، فوق بطانية مهترئة، بينما القصف لا يتوقف. لم يكن هناك طبيب، فقط جارة حاولت مساعدتي. كانت النساء من الخيام المجاورة تسمع صراخي كنت امل ان الد في هدوء ووقف لاطلاق النار."

أما نهى (34 عامًا) فتروي من مدينة خانيونس

"كنت في الشهر التاسع حين قُصف منزلنا. ركضت وأنا أنزف، ثم وضعت طفلي في الشارع أمام أنقاض بيتنا. لم أصدق أنه ما زال حيًا."

تقول أم ليان (40 عامًا)، وهي أم لأربعة أطفال:

"في المستشفى الميداني الذي لجأت إليه، رأيت خمس أطفال في حاضنة واحدة. بعضهم توقف عن التنفس. المولدات تتوقف كثيرا بسبب نقص الوقود."

وأكد سابرتون أن وفيات الأمهات تشهد ارتفاعًا مقلقًا نتيجة انعدام الأدوية الأساسية، قائلاً: "الأدوية التي تنقذ الأرواح لم تعد متوفرة، والكوادر الطبية تعمل في ظروف لا يمكن تصورها."

وفي ختام زيارته إلى الأرض الفلسطينية المحتلة، دعا المسؤول الأممي إلى وقف دائم لإطلاق النار، مشددًا على أن "الهدنة المؤقتة جلبت بصيص أمل، لكنها لا تكفي، فالمهمة لم تنتهِ بعد، بل بدأت للتو، والوقت الآن للعمل لا الاحتفال."